Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله فراج الشريف

حل المسألة الإيرانية!

A A
لا شك أن لإيران مسألة معقدة، ذلك أن الحكم فيها يتلبس بأيدلوجية هي الأقرب لجماعات الإرهاب الحديثة، فهي تخطط للاعتداء على كل من لا يوافقها على هذه الأيدلوجية ، التي تراها حقاً وما سواها باطلاً، وهي في الواقع عين الباطل ولا شك، وقد جعلها ذلك على مدى التاريخ عدوة لجميع جيرانها إلا ما ندر، وحتى أصبحت دولة مستقلة في العصر الحديث، ومنذ تسلَّط عليها الصفويون الذين غيروا مذهبها فأصبحت شيعية بعد أن كانت كباقي العالم الإسلامي سنية، ثم تسلط عليها منذ أربعين سنة الملالي بحكومة دينية متعجرفة، وحكم الملالي شعب إيران بالحديد والنار، وقد تسلم الملالي إيران وهي أكبر دولة إسلامية بعد مصر، ولها ثروة كبيرة، ثم آل الأمر إلى أن أصبحت دولة فقيرة، بعد أن فقدت كثيراً من ثروتها، حيث أنفقتها على جماعات أسستها لتخدم غاياتها، ووزعتها على دول جوار بسبب صلتهم بها مذهبياً مثل حزب الله اللبناني، وأنشأ هذا عداء بينها وبين جميع جيرانها، فهي قد رسمت سياسة غبية لا تتنازل عنها أبداً وهي أن يعترف الناس لها بالسيادة في هذا الإقليم، الذي تعيش فيه وبجوارها دول عربية وأخرى مسلمة على غير مذهبها، وظلت تنازع جيرانها وتختلف معهم لأدنى الأسباب، بل وتصطنع أسباباً للخلاف لا وجود لها، حتى أنها أنفقت الكثير من ثروتها من أجل أن تغير أوضاعهم وفشلت كما فشلت قبلها قطر وتركيا، اللتان حاولتا أن تسيطرا على دول الخليج، وهما غير مؤهلتين لذلك، وأنفقتا على هذا المسعى الكثير من الأموال على مؤامرات غبية، أدت إلى فشل ذريع.

وها نحن نرى اليوم إيران في أسوأ حالاتها، سياسة مضطربة أدت الى عزلها إقليمياً ثم عالمياً، وستزيد عزلتها إذا حاولت أن تحارب العالم كله، وهي حتماً لا تستطيع، بل إنها تعجل نهايتها كدولة إقليمية، فلا أحد في هذا العالم ينظر إليها كدولة يمكن أن يُنشئ معها علاقات سوية.

وهكذا كأني بها ستسقط قريباً فكل ما تقوم به وما تدعو إليه يعجّل بنهاية نظامها الأيدلوجي البغيض، والذي أصبح عدواً للعالم كله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store