Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

تحالف القوات يعالج التوترات

A A
منذ فترة طويلة ومنطقتنا الخليجية مع ما حولها من دول مصابة بداء ومرض ألهب جسدها وآذى روحها مما قادها الى أن يتحول هذا المرض مع الزمن الى التهاب مزمن تتوخى منه ايران أن تحصل على حرب تعتقد هي -مما عليه من تصور طامع- أن تكون لها السيادة في المنطقة مما جعل العالم والمنطقة في حالة من التوترات، وفي جو كهذا تبتعد فيه ايران يومًا بعد يوم عن السلم وحسن الجوار وتقترب من بغيتها في شن الحرب يجيء التنسيق بين دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية بالوقوف صفًا واحدًا ضد الأطماع الإيرانية الذي أصبح اليوم -أَي التنسيق- ضرورة ملحة متمثلاً بانتشار القوات الأمريكية على أرض دول الخليج ويكون بمثابة مضاد حيوي لعلاج تلك التوترات التي مصدرها إيران وتستهدف السيطرة على بعض دول الخليج كما فعلت مع بعض الدول العربية وأصبحت رهينة لقرار وحكم دولة الملالي الفاسدة.

فمن هذا الباب فان خوف الولايات المتحدة الأمريكية على مصالحها أمر حتمي يكون دونه خرط القتاد، وطبيعي جدًا أن تتعاون دول الخليج قاطبة ودون استثناء مع حليفها في المنطقة والذي يرعى مصالحها كما يرعى مصالحه ويكون التعاون بموافقتها على هذا الانتشار للقوات الأمريكية لأنه وحده اللغة التي تفهم إيران أنها لا تستطيع تجاوز الخطوط الحمراء.. ويبقى السؤال الكبير: هل ستكون هناك حرب تأكل الأخضر واليابس؟ أم أن بكتيريا المنطقة (ايران) ستتحوصل وتتوقف عن إفراز سمومها المسببة للتوترات ويكون بذلك المضاد الحيوي (انتشار القوات) أدى دوره كعلاج لتلك التوترات الإيرانية؟

ان من الإيجابي جدًا أن علاقة المملكة العربية السعودية مع أمريكا علاقة تاريخية قائمة على المصالح المشتركة والمصالح الفردية لكل دولة لتجنيب المنطقة أي حرب محتملة والتي لا ترغب المملكة على الإطلاق بأن تكون هناك وفِي هذا التحرك العسكري من جهة أمريكا ما يعزز التعاون العسكري الخليجي الأمريكي ضد إيران الذي بدت ملامحه واضحة من خلال الاعتداءات على السفن الأربع في الفجيرة وتحرك ذنبها الحوثي على خط النفط وسط المملكة، إن أمراً كهذا من ايران ليس إلا تحرشًا لدفع المنطقة نحو حرب كارثية في الوقت الذي تهدف المملكة من تحركها العسكري بالتعاون مع أمريكا البحث فقط عن ما يردع ايران لا أن تقود المنطقة إلى حرب خليجية جديدة وهذا ما اتصفت به القيادة السعودية دائمًا وأبدًا وهو تجنيب مواطنيها ما أمكن ويلات الحروب وعدم السماح بتأثرهم بالتوترات التي تدفع إليها إيران من خلال حلف انتشار القوات الأمريكية لانه ليس بوسع ايران أن تستطيع الاعتداء على التحالف الأمريكي الخليجي الذي هو وسيلة من وسائل الحفاظ على المنطقة أن تبقى بعيدة عن ويلات وآثار الحروب، ومهما تحدث البعض عن تزعزع حالة التحالف السعودي الأمريكي وإمكانية أن يكون خلف الوضع القائم أي أهداف أمريكية أخرى فإنه يظل من الأوهام النفسية والرغبات التي يتمناها بعض أعداء المملكة لأن العلاقة السعودية الأمريكية لها أكثر من ثمانين عامًا والتعاون العسكري له أكثر من خمسين عامًا كما أن المملكة قيادة وشعبًا على درجة عالية من تفهم الأمور ومعرفة ما يكون منها ظاهرًا وباطنًا.

حفظ الله الوطن السعودي والوطن الخليجي من كل سوء وردنا الى الله ردًا جميلاً فهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store