Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

الصحف الورقية و(عروق الماي )..!

صدى الميدان

A A
* بعد عقود من هيلمان سيادة الساحة الإعلامية، تعيش الصحف الورقية حالة من: (أبكي على ما جرى لي ياهلي)، وهو بكاء على أطلال ذكرى خلية نحل كانت الـ24 ساعة على وضعية مشغول، فالعمل متواصل، وملاحقة الأحداث آنية، والمداولة المطروحة آنذاك في مدى الحاجة إلى طبعات يومية جديدة.

* سباق في ميدان السبق الإعلامي، والأخبار الحصرية، والانفرادات (الشو)، يصاحب ذلك تنامي (خيش) العائدات الإعلانية، المصحوبة بـ(جعصة) رجل على رجل، في وقت لم يكن في الحسبان أن هذا الحال سيكون يوماً ما كومة أطلال، وخلية شد منها النحل أو قارب، وحال موظفين أفنوا أعمارهم في أروقة صاحبة الجلالة، يعيشون اليوم لأشهر لم يستلموا رواتبهم!

* هي صدمة مؤلمة، وواقع محزن، تولى كبره غياب ملكة النظرة المستقبلية، التي عايشت ميلاد منافس قادم، كان ينمو سريعًا، ويتمدد بصورة أسرع، في وقت كانت الصحف الورقية تمثل دور (البيه) الذي لا يرى فوق رأسه رأساً، فمن هو هذا القادم (الصغير) حتى يسحب البساط من تحت قدمي من عروقه في الماي؟!

* هي قناعة (جت كذا) أو ثقة مفرطة، لم يكن في حسبانها أبداً أن تلك العروق لا تعني شيئاً عندما تفقد الماء، وهو الذي حدث بالفعل، فقد تنامى الإعلام الجديد، وتسيد الساحة الإعلامية والإعلانية، وحول مسار الماء إلى (قصابه)، وترك جذور أرباب سيادة الأمس تدخل رويداً رويداً في مناخ السنين العجاف.

* وهي صورة تضعنا أمام تساؤل: ماذا كان يفعل المستشارون؟ ولماذا كل مجالس إدارات الصحف الورقية تقاطعت في تجاهل احتمالية هيمنة القادم الجديد، وتقاطعت أيضاً أنها لم تتخذ خطوات استباقية لتقطع الطريق عليه، وهي أقوى منه مادياً وبشرياً، وبنية تحتية، وحتى قبولاً لدى الشارع؟

* تساؤلات لا يجدي معها اليوم اجترار شعارات جوفاء، فالإعلام الجديد بكل قنواته يعيش عصره الذهبي، والصحف الورقية التي دخلت غرفة الإنعاش (يمديها) أن تعود إلى الحياة من جديد، رغم ما يكتنف ذلك من صعوبة، هذا إذا ما أرادت، ووجد من صناع القرار فيها مَن يؤمن بإمكانية ذلك، حتى مع ارتفاع فاتورة العودة.

* وعليها أن تستثمر معطيات لا تزال في أيديها، حيث مكانتها الرسمية، وما تحظى به من (ثقة) لدى المتلقي، الذي يشاركها اليوم دهشة ما حدث لها، ثم لتأخذ مما قامت به صحيفة (نيويورك تايمز) درساً ملهماً لطريق عودتها فقد قيل: السقوط ليس فشلاً، ولكن الفشل أن تبقى حيث سقطت، وعلمي وسلامتكم.  

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store