Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

مشكلتك.. مع نفسك!

الحبر الأصفر

A A
مُشكِلةُ الإنسَان -فِي الغَالِب- لَيسَت مَع جِيرَانه، ولَا مَع مُجتَمعه، ولَا مَع إدَارته، بَل هي أَكثَر مَا تَكون مَع نَفسه، الأَمَّارة أَحيَانًا بالسّوء، وأَحيَانًا بالإحبَاط، وأَحيَانًا بالسَّلبيَّة التي لَا آخِر لَهَا..!

قَبْل أَيَّام؛ كَتبتُ «نَاصية تويترية» أَقُولُ فِيهَا: (بَعد هَذا العُمر، اكتَشفتُ أَنَّ أَصعَب عَقبَة فِي طَريق نَجَاح الإنسَان هِي: نَفسه الأَمَّارَة بالإحبَاط، حِينَ تَقول لَه: إنَّك لَا تَستَطيع فِعل هَذا الأَمر. إنَّ النَّفس حِينَ تَضع لَكَ الحدُود، فإنَّك قَطعاً ستَدخل فِي دَائرة الحدُود؛ التي وَضعَتْهَا لَك، ولَكن مَن مِنَّا يَعرف حدُود قُدرَاته واستِطَاعَاته..؟!

صَدّقُوني، الإنسَان يَستَطيع أَنْ يُحقِّق أَي حُلم بشَرطين، أَوَّلهمَا: إذَا استَخدَم الأَدوَات الصَّحيحَة؛ لتَحقيق هَذا الحُلم.. ثَانيهمَا: إذَا امتَلك الأَدوَات التي تُحفِّزه؛ عَلَى فِعلِ وتَحقيق أَحلَامه. لِذَلك شَطَبْتُ كَلِمَة «مُستَحيل» مِن قَامُوسي اللُّغوي، وحَوّلتُ عِبَارة «لَا أَستَطيع»، إلَى «نَعم أَستَطيع»، وعِبَارة «لَا يُمكِن» إلَى «يُمكن»، وكَتبتهَا بحرُوفِ الأَمَل، ونَفَّذتُهَا بخُطوَات العَمَل)..!

إنَّ الإنسَان عَدو نَفسه؛ حِينَ يَضَع لَهَا الحدُود، ويَربطهَا دَاخل القيُود، ويَصطَنع الحَوَاجِز، ويَبتَكر العَوَائِق، ثُمَّ يَقول: النَّاس أَحبَطُوني وحَطّموا أَحلَامي، ومَا عَلِمَ أَنَّه هو مَن أَحبَط نَفسه وحَطَّمهَا..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: سأَطرح دَليلاً عَلَى الإنسَان؛ حِينَ يَضَع نَفسه دَاخِل حدُود وقيُود.. فقَد قَابَلتُ قَبْل أَيَّام -فِي المَدينَة المُنيرَة- أُستَاذنَا «غازي»، الذي كَان يُدرّسنا مَادة التَّعبير، فِي الصَّف الخَامِس الابتدَائي، فقَال لِي بالحَرفِ الوَاحِد: يَا «أحمد»، تَوقَّعنَا أَنْ تُصبِح أَي شَيء؛ إلَّا أَنْ تَكون كَاتِباً، لأنَّكَ كُنتَ تَرسُب فِي مَادة التَّعبير، وإذَا سَألنَاك عَن السَّبَب، كُنتَ تَقول: أَنَا لَا أَعرف الكِتَابَة، ومُستَحيل أَنْ أَكتُب سَطرين عَلَى بَعضهمَا.. والآن نُشَاهدك كَاتِباً تَشدّنا إلَى كِتَابَاتك، كَمَا يَشدّنا الفُول فِي عَصريّة رَمضَان..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store