Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

قمم وهمم.. فضل البلاغ!

إضاءة

A A
حتى ولو تفاوتت الآراء في بعض القضايا وهي يقيناً تتفاوت، وحتى لو تعددت المواقف تجاه بعض الأزمات وهي يقيناً تتعدد، تبقى القمم الإسلامية والعربية والخليجية التي دعا لها خادم الحرمين الشريفين، غاية في الأهمية.. أهمية المصارحة، وأهمية المرحلة.

والواقع إن نظرة واحدة على المكان والزمان والقيمة، تستدعي من القادة، قادة الأمتين الإسلامية والعربية، أن يصلوا أو يتوصلوا الى حد معقول ومناسب من تنسيق المواقف أو فلنقُل عدم التعارض أو التصادم في قادم الأيام، استجابة لرغبات بل دعوات ورجاء الشعوب!.

وما دمنا نتحدث عن الدعوات والرجاءات ولا نملك غير ذلك، ولظروف عديدة، فلن نرفع سقف طموحاتنا للمطالبة بالوحدة الكبرى -وهذه من حقنا- ولن نطالب بتوحيد وجهة البنادق أو حفر الخنادق -وهذه من حقنا-، لكننا لا ننسى ولن ننسى أننا كنا أمة من أقوى الأمم، ومن علمها تعلم البشر، ولو شئنا لجعلناها تهطل علماً وخيراً من جديد كالمطر، وتورق بنا وفينا كالشجر.. من فمها وفي وجه أعدائها يخرج الغضب.. ومن أجل كرامتها تتحول صدور أبنائها الى كتل من اللهب.

نعود لثلاثية المكان والزمان والقيمة المضافة! حيث القمم الثلاثة في مكة المكرمة.. وكفى! وفي ليلة نحسبها ليلة القدر وكفى! وفي ضيافة قلعة من قلاع العروبة والإسلام وكفى! وقبل هذا وبعده فإنها تنعقد في وقت تعددت فيه المكائد والنوازل وتكالبت فيه عليها الأمم!

لن نتحدث عن القضية الفلسطينية والقدس فقد باتت قضية شائكة!، ولن نتحدث عن ليبيا فقد باتت أزمة معقدة، ولا عن سوريا فقد باتت كارثة، ولا عن اليمن، فقد بانت المهزلة! ولأن ذلك كذلك، فلنبتعد قليلاً أو كثيراً عن الشأن السياسي المعقد، ولندْعُ من القلب لكل من لديهم الدوافع لمقاومة المكائد والنوازل والجحافل، والمهازل، ومن بدمائهم ودماء أبنائهم ستورق الأرض من جديد أزهاراً وسنابل! فقد نريد التذكير -إن جاز لنا أن نذكِّر- بأن الدرع لا يحمي الصدور اذا انشطر.. وبأن الموج لا يرقى الضفاف اذا انحسر.. وبأن الغيم ينزاح عنا.. لو تفرق وانتشر!.

إنها الفرصة التاريخية.. وما أكثر الفرص التاريخية! ثلاث قمم لو توفرت فيها الارادة يكمن فيها سر القوة، وسر المجد.. سر الحل وسر العقد.. فمَنْ اليوم قادر على أن يمنح شعوب أمته الأمان؟ من يوقف ما فعلت فيها وفينا الأيام؟ من يتصدى اليوم لمهمة لجم الأحزان؟ ومن ينأى بنفسه عن تعميق الأضغان!

وبالجملة، طالما دخلنا في وصلة أو حلقة دعاء أو نداء! فمن يتصدى لوقف تأليب المنذر لغسان، وتقسيم وتشتيت بني عدنان وبني قحطان وبني مروان وبني حمدان.. من ينقذ أمته اليوم من تقرُّح الأجفان؟ّ من يوقف فلسفة التكريس والتدليس وتغيير هوية اليمن؟! من يواجه ضياع القدس وموت ليبيا ونهب الجولان؟! من يلبي ويستجيب لنداءات وطموحات الشعوب في ماليزيا وأندونيسيا والسنغال وتتارستان؟.

وباعتبار أن القمة الخليجية هي الأسهل رغم ما قد اعتراها مؤخراً، نقول إن على القمة العربية أن تدرك أنه يعقبها أو يسبقها قمة إسلامية، وقد بات من حق الشعوب الاسلامية غير العربية أن تقول: اتفقوا بينكم أولاً قبل أن تطلبوا منا المؤازرة! وحِّدُوا كلمتكم ورُصُّوا صفوفكم أولاً قبل أن تطلبوا منا الانضمام!

من حق الماليزي الثائر من أجل فلسطين أن يعرف ما الذي سيفعله شقيقه العربي أولاً! ومن حق البنجلاديشي أن يعرف موقف شقيقه العربي من تحويل هوية شقيقه اليمني! من حق المسلم في تركمانستان أن يعرف ما الذي بذله شقيقه العربي لشقيقه الليبي في محنته، ولشقيقه السوري في مأساته!

ويا قادة الأمة العربية، يا ورثة ألقابها، وباعثي أنسابها.. يا من تشرَّبتم الصدق والاخلاص من أرضها، وسطر أجدادكم في سِفْر الكرامة خلودها، وحِّدوا كلمتكم حتى يشترك المسلمُ غيرُ العربي في نصرتكم أو على الأقل الدعاء لكم: يارب أعدْ أمة محمد تشرق كالقمر، لتصدَّ كلَّ من تآمر أو تكالب عليها أو بحقها كفر! يارب لا تُبقِ من الطغاة المتجبرين عليها.. ولا تذرْ!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store