Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

تجربة تلك السيدة نجاح لرؤية!

ضمير متكلم

A A
* من «حوش زقاق الطيار بالمدينة المنورة وفي عام 1377هـ» بدأت قصة كفاحها حين أبصرت الدنيا لبضع سنوات، إلى أن فاجأها الظلام فسلب نور عينيها، فقد استيقظت لتجد أنها فقدت بصرها، ولكن الله تعالى أبدلها عزيمة وثباتاً وإيماناً، فلم تذهب بصيرتها، فمنذ طفولتها وهي تلمح التفاؤل والتميُّز في أسوأ الأحوال؛ فبعد فترة من العلاج رجع إليها بصرها باستخدام النظارة الطبية، التي ما إن ارتدتها حتى طار قلبها فرحاً؛ فبرغم سخرية الأقران من سماكتها؛ إلا أنها كانت سعيدة بها فلا يرتديها سوى العباقرة والمميزين.

* استمرت عودة النظر إليها حتى بلغت الــ»13 من عمرها»، فذات يوم اصطدم رأسها بقوة في جدار فنصحها الأطباء بالتوقف عن القراءة والتعلم للحفاظ على ما تبقى من نظرها بعدما تأثرت الشبكية، ففعلت وهي في الأول المتوسط، وفي عام 1402هـ أتاها نبأ وفاة زوجها -رحمه الله- وكان لحزنها على فراقه أثره القاسي عليها؛ فابيضَّت عيناها؛ لتتلقى حينها العزاء في زوجها الغالي، وفي نور عينيها بنفس مؤمنة تملؤها السكينة والرضا بقضاء الله وقدره.

* واصلت تلك المرأة الصابرة ثقتها بنفسها، وعكفت على تثقيف نفسها من خلال الاستماع إلى البرامج الإذاعية، وبما يُقرأ عليها من كُتب وصحف ومجلات، فلم ترضخ للمعوقات وأصرَّت على خلق الظروف التي تلبي شغفها المعرفي.

* ثم جاءت في حياتها المحطة الفاصلة، وذلك حين عادت للدراسة بعد انقطاع «36 عاماً» وهي في سِنِّ الـ «52»؛ فلم تركن لكبر سنها، وزوال بصرها، وواجبات أمومتها، لتنطلق من معهد النور مستمعة ثم منتظمة، متجاوزة المراحل الدراسية بتفوق؛ وهاهي قبل أيام تتخرج في جامعة طيبة، بل وتمّ قبولها في مرحلة الماجستير، وقد تجاوزت الــ»63 من عمرها».

* تلك تجربة السيدة (تحية فرغلي سعيد غنيم) التي أراها ملهمة، وتستحق أن يُفِيد منها جميع أطياف المجتمع؛ ففيها التأكيد بأن الطموح لا حدود له، وأن الإصرار يصنع ما كان صعباً أو مستحيلاً مع العزيمة الصادقة.

* أخيراً من العوامل الرئيسة في تحقيق تلك السيدة لأحلامها ذلك الدعم والتمكين الذي قدمته لها جمعية المكفوفين الخيرية بالمدينة المنورة «رؤية»؛ والتي لها جهودها الكبيرة في خدمة المكفوفين بالمدينة النبوية؛ فهذه دعوة لزيارتها للاطلاع على برامجها المبدعة، فهناك سترون الكفيف الذي يقوم بصيانة الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية، وتلك الكفيفة التي تُركب العطور، وتُدير مطبخها الناطق، وهذا نداء لدعم تلك الجمعية الرائدة، وهذا حسابها في تويتر (blindroya@).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store