مشروع أمة

يشارك منتخبنا الشباب- في هذه الأيام المباركة- في كأس العالم للمرة «التاسعة» في تاريخه، ويعيد للأذهان بسبب تشابه ظرف الزمان مشاركة منتخبنا الكبير في كأس العالم في رمضان الماضي المخجلة، المطلوب مشاركة مشرفة، وأداء رجولي، وهذا هو الأمر المطلوب في ظل تطور الكرة العالمية وتأخرنا، أمام منتخب «بنما» ننتظر الكثير من هذا الأخضر بقيادة المدرب الوطني: «خالد العطوي».

تعود مع كل بطولة قارية أو عالمية أسطوانة احتكار البطولات، وهذا الأمر لا أرفضه شخصيًّا، لكن ما يحدث من القنوات المحتكرة من خلط السياسة بالرياضة أمر مرفوض في المجتمع الرياضي الدولي، غاب الوهج عن مشاركة منتخبنا حاليًا بسبب هذا الاحتكار، حيث تعتبر الرياضة السعودية هي مركز الثقل في المنطقة بما تملكه من تاريخ وإرث عظيم، وحاضر مليء بالتشويق، والنجوم المرصٌّعة التي تجلب الأنظار لها، وأكبر شاهد على ذلك: تواجد إعلاميين عرب في مجال التعليق في مسابقاتنا المحلية، دليل بأن الـ90 دقيقة عندنا تختصر آلاف الدقائق للوصول للقمة، ناهيك عن البرامج الخليجية وغيرها التي تخصص حلقات عن رياضتنا؛ لأننا نبيع ونسوق لهم.

نحن أمة متقدمة في كل شيء سياسيًّا بقيادة حكيمة، واقتصاديًّا برؤية عظيمة، واجتماعيًّا بخليط متجانس، ورياضيًّا نحن الأمة الأولى عربيًّا من ناحية المشاهدة والتسويق، فهذا الإرث لابد من وجود مشروع أمة يوازي هذا الثقل، قناة رياضية متخصصة تُعَبِر عنا وعن واقع من يحاربنا من الدول التابعة لإيران، تكون هي مصدر المعلومة محليًّا وخليجيًّا وعربيًّا، وتكون هي التحليل المنطقي للمشهد الرياضي المحلي والعربي برُمته، وتكون هي نواة لمجموعة سعودية رياضية مستقبلاً.

هذا المشروع لن ينجح إلا إذا كان تحت إشراف ودعم الهيئة العامة للرياضة، وكلنا يعرف «الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل» بأنه قادر على القيام بهذا المشروع؛ لأنه رياضي وقبل كل شيء شاب سعودي، مشروع بهذا الحجم يلعب على مسألة الوقت، جني الثمار لا يأتي بين يوم وليلة، بل بالصبر والعمل بهدوء، وعدم الدخول في صراعات مع الغير، والهدوء المثمر هو أهم مميزات رئيسنا الشاب، فالبدايات بسيطة لمشروعات عملاقة، مركز أخبار ومصدر معلومة يقدمنا بشكل مناسب وحقيقي، ويكسب مصداقية عربية، ومن ثم المنافسة على احتكار بعض بطولات الكأس في الدول العالمية رياضيًّا، مع إنتاج برامج خاصة رياضيًّا عنا وعن ثقافتنا، هذه المشروعات هي التي تستحق العمل والصبر، وهذا المشروع يحتاج لعمل طويل وشاق.

وطن بحجم ومكانة السعودية يحتاج «مشروع أمة» يفتك العرب من براثين المحتكر الذي لا يعرف حق الجوار، ولا أخلاق العرب، يعرف الكذب والتضليل وتمرير أفكاره السامة من خلال قنوات الشر الخاصة به.. هذه المشروعات تحتاج جنودا وليس نجوم إعلام.