Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

«ادفع ريالا تنقذ عربياً!!»

بانوراما

A A
أهداني أحد الأصدقاء صورة من صحيفة أم القرى لعدد يوم الجمعة الثاني من صفر عام 1367من الهجرة الموافق للثاني من يناير عام 1948 ميلادية، أي قبل ما يقارب 73 عاماً. في هذا العدد مانشيت رئيسي عنوانه «قوائم المجد والشهامة-أسماء المتبرعين لإنقاذ فلسطين»، وضمت القائمة مجموعة من المتبرعين من المواطنين السعوديين بعضهم من مكة المكرمة منهم صالح عبد الحي، أسعد مشفع، أحمد نايته، عيضة الكديوي، وغيرهم. بعض هؤلاء من أصدقاء الوالد رحمهم الله جميعاً. عادت بي الذاكرة لحملات التبرعات التي كانت تأمر بها الحكومة الرشيدة ونحن في المرحلة الابتدائية ومنها «ادفع ريالاً تنقذ عربياً». هذا على المستوى الشعبي، أما على مستوى الدولة، فقد عملت المملكة على دعم القضية الفلسطينية ضد الاحتلال منذ تأسيسها، ووصل ذروته عام 1948 من حرص الملك عبد العزيز رحمه الله من خلال رسائله لرؤساء الدول في ذلك الوقت وموقفه في اجتماع لندن ورفضه لقرار التقسيم الصادر عام 1947 عن الأمم المتحدة. واستمر الدعم والمواقف السعودية المشرفة تجاه قضية العرب الأولى من جميع ملوك المملكة العربية السعودية الى عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده حفظهم الله. فلم تتوقف مواقف المملكة من القضية ودعمها عند حد استخدام النفط كسلاح وتقديم الدعم المالي والمعنوي بل تعداه الى تقديم المبادرات والمشاريع، كمشروع الملك فهد للسلام في القمة العربية بمدينة فاس المغربية عام 1982 والذي أصبح أساساً لمؤتمر مدريد للسلام عام 1991، ومبادرة الملك عبد الله رحمه الله في قمة بيروت التي تبنتها الدول العربية كمشروع عربي موحد للسلام. وشملت المواقف السعودية تجاه قضيتها الأولى توفير الدعم المادي في قمم الخرطوم عام 1976 وبغداد 1978 بدعم سنوي بلغ 2 بليون دولار، وقمة الجزائر بدعم شهري للانتفاضة الفلسطينية بلغ ستة ملايين دولار، واستمر الدعم في قمم القاهرة عام 2000 باقتراح صناديق دعم للفلسطينيين، وتونس في 2004 باستمرار وصول الدعم. وتم دعم الفلسطينيين بتمويل برنامج إنمائي عن طريق الصندوق السعودي للتنمية بلغ 300 مليون دولار لقطاعات الصحة والتعليم والإسكان. وفي القمة العربية بالظهران والتي سميت قمة القدس وموقف المملكة القوي تجاه مدينة القدس على أنها عاصمة للدولة الفلسطينية، وأخيراً القمم الثلاث (الخليجية والعربية والإسلامية) التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في مكة المكرمة هذا الشهر، والتي من ضمن أجندتها القضية الفلسطينية. ولم يقتصر دعم المملكة للقضية الفلسطينية على قطع البترول والدعم المالي أو المشاركة في المؤتمرات وتقديم المبادرات، بل تجاوز ذلك الى تقديم الشهداء من أبنائها، فلا تزال قبور شهداء الجيش السعودي في فلسطين شاهدةً على ما قدموه من بطولات جنباً الى جنب مع إخوانهم الفلسطينيين في محاربة العدو الصهيوني، وسوف يستمر دعم المملكة لهذه القضية الجوهرية بإذن الله، الى أن يتم إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store