Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

(حزب الله) من الاستعداء والاستعلاء إلى الاستجداء!

A A
ونحن نرى الضائقة الاقتصادية التي يمر بها «حزب الله» من خلال توقف الدعم المادي الذي كان يتلقاه من إيران التي تمر هي الأخرى بأسوأ أزمة اقتصادية عقب الحظر الذي فرضته عليها الولايات المتحدة الأمريكية، نتذكر تصريح (نصر الله) عقب حربه مع إسرائيل 2006 الذي قال فيه: «لو كنت أعلم بنتائج الحرب لما فعلتها»! وتصريحاته هذه الأيام بوقوفه مع إيران إذا ما تم ضربها من قبل الولايات المتحدة، تعني بأنه لم يستفد من الدرس بعد، ولو كان سيعلم بالنتائج لكان تبرأ من إيران.

الحال التي وصل إليها (الحزب) لا تسر محبيه، مما أجبر «نصر الله» على أن يستجدي مناصريه، ويدعوهم هذه المرة إلى (الجهاد بالمال) فانطلقت حملات لجمع التبرعات، ووضعت صناديق خاصة للتبرعات في الميادين الرئيسية، وتم تعليق بعضها على أعمدة الإنارة، عليها شعارات كَتب عليها (التبرعات تمنع وقوع الكارثة) كما تم تسيير شاحنات تم تزويدها بمكبرات صوت تجوب شوارع المناطق الموالية للحزب تدعو المواطنين بالتبرع، الأمر الذي دعا (الحوثي) إلى أن يهب لنجدة شريكه، بصفة عمالتهما لإيران، فبعث إليه بـ30 مليون ريال يمني، وأمر بإطلاق حملة جمع تبرعات بعنوان (من يمن الأيام لمقاومة لبنان)! يفرضها على شعبه الذي سرق قوتِه، وتوقف عن دفع مرتباتهم للشهر الثالث على التوالي.

هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها نصر الله ويعلن عن الضائقة المالية، وقد تزامن إعلانه هذا مع تصريح الرئيس الإيراني روحاني، عن أيام صعبة تنتظر إيران.. حتى لبنان لم يسلم منها، فقد كان من بين ضحاياها، وقال عنها الرئيس اللبناني ميشيل عون «بأن الحصار على إيران، وعلى حزب الله أضر بنا، وأصبحنا بذلك محاصرين عالميًا، لأن التأثير السلبي في الحصار على حزب الله يصيب كل اللبنانيين».

ولم تفلح الإجراءات التقشفية التي اتخذها الحزب، والتي طالت رواتب ومكافآت مقاتليه وعائلات المتوفين، وتسريح عدد من موظفي قناة (المنار) الفضائية وحجب بعض برامجها، لم تفلح في تحسين الوضع الاقتصادي الحرج الذي يمر به، وقد تعمل تلك الإجراءات في تصدع الحزب وتفككه، لاسيما وإن طال أمد الحظر على إيران وعلى الحزب الذي أدرج على قائمة الإرهاب، علمًا بأن لبنان -كما تكشف التقارير- مثقل بأحد أكبر أعباء الدين العام في العالم عند 150% من الناتج المحلي الإجمالي. الأمر الذي دعا الرئيس اللبناني ميشال عون لحث اللبنانيين على التضحية لإنقاذ البلاد من أزمة مالية، وهذه المعاناة التي تمر بلبنان واللبنانيين هي نتاج طبيعي لوجود (حزب الله) ونفوذه الواسع في لبنان، وقد اعترف بذلك رئيس الدولة عندما قال: «الحصار على حزب الله أضر بنا».

ومع ما يجري من أحداث ساخنة يمر بها العالم، طرفاها الولايات المتحدة وإيران، وإعلان حزب الله عن وقوفه إلى جانب إيران في حالة ما تعرضت لهجوم، فقد يكون هذا الوقوف بمثابة نجاة من هيمنة هذا الحزب على لبنان إذا ما أطفأت الولايات المتحدة ناره وقضت عليه تمامًا عند قيام حرب على إيران.. وعندئذ سيعود لبنان ويحصل على استقلاله مرة أخرى ويتخلص من التبعية المفروضة عليه لإيران.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store