Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

رسائل السلام من البيت الحرام

A A
لا أحد يستطيع جمع هذا الحشد الخليجي والعربي والإسلامي الكبير من الزعماء والقادة خلال أيام قلائل غير خادم الحرمين الشريفين بمكانته العظيمة وثقله السياسي والديني الكبير.. ولا تستطيع مدينة في العالم جذب كل هذه القيادات الإسلامية لنورها وسلامها وبركاتها غير مكة المكرمة.. ولا يمكن لشجرة أن تُرمى بالحجارة والصواريخ من قبل الصبية والأشرار والأقزام، ثم تجمع العرب والمسلمين تحت ظلها؛ وتمنحهم الخير والأمن والسلام إلا هذه النخلة السعودية المباركة والمعطاءة.

إن هذه الاستجابة الكبيرة لدعوة خادم الحرمين الشريفين من قبل زعماء العالم العربي والإسلامي، والحضور اللافت على أعلى المستويات دليل على مكانته يحفظه الله ومكانة المملكة العربية السعودية في قلوب المسلمين.. كما أنها رسالة واضحة الى كل دول وأحزاب ومنظمات الشر في المنطقة، وعلى رأسها إيران بأن المملكة العربية السعودية هي قائدة الأمة العربية والإسلامية وقلبها النابض مهما حاول البعض الانتقاص منها، وأنها ركيزة الأمن والسلام والاستقرار السياسي والاقتصادي الفعلي للمنطقة كلها.. ولاغرابة أن يلتفَّ حولها كل المخلصين والصادقين من العرب والمسلمين من أجل أمن وازدهار المنطقة برمَّتها، ضد الدور التخريبي لإيران، وضد أطماعها المستمرة في استنزاف المنطقة وزعزعتها منذ 4 عقود من الزمن وحتى اليوم.

لقد دعا خادم الحرمين الشريفين بحكم تشرُّفه بخدمة الحرمين الشريفين، ومسؤولياته الإسلامية عن جمع وتوحيد وحشد مصادر القوة في الأمتين العربية والإسلامية لهذه القمم بعد أن شهدت المنطقة خلال الفترة الأخيرة تفاقمات وتهديدات أمنية بالغة الخطورة من قبل إيران ووكلائها، فرأى- يحفظه الله- أنه من الواجب تدارك الأمر قبل فوات الأوان، وأنه لابد من وضع دول المنظمات الثلاث (الخليجية والعربية والإسلامية ) أمام مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية تجاه هذه التجاوزات التي فاقت كل حدود الصبر.. وهذا ما يتطلب العمل الجاد والمخلص والفاعل من جميع دول المنظمات الثلاث، وعلى كل الأصعدة.. بالإضافة إلى رغبته -يحفظه الله- في دعم وتعزيز التحالفات الإقليمية والدولية الهادفة إلى استقرار أمن المنطقة ومواجهة كافة مصادر التهديد.. وتقاسم المسؤولية وتحمل الأعباء المترتبة على سياسة العمل الجماعي الفعال.

إن عقد القمم فوق أطهر بقاع الأرض، وفي هذه الأيام المباركة هو رسالة سلام واضحة، ودليل بيّن على أن المملكة العربية السعودية ليست من دعاة الحروب رغم قدرتها عليها.. كما أنها رسالة للعالم كله وليس لإيران فقط بأن «مكة المكرّمة» وكعبتها المشرفة، بل وكل شبر من هذه الأرض المقدسة تمثل خطوطاً حمراءَ، عند الشعب السعودي وعند كل شعوب وحكومات العالم الإسلامي التي ستقف مناصرة لأرض المقدسات، ضد كل عابث وخائن.

اللهم احفظ لهذه البلاد أمنها وأمانها ورخاءها، وسائر بلاد المسلمين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store