Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

شهداء الوطن.. صور للتكريم

A A
من عادات الشعوب المتقدمة أن تكرم كل من يقدم لأوطانها خدمة جليلة في مختلف مناحي الحياة، وقد تتنوع صور ذلك التكريم وتختلف مراتبه بدءاً من تقديم الشهادات الورقية ومروراً بالهدايا المالية الوقتية أو المستدامة أو اللقاءات الإعلامية بمختلف صورها أو الترقية في المراتب الوظيفية أو إقامة التماثيل المجسدة في الميادين الكبرى، ولاشك بأن ذلك التكريم يتفاوت حسب درجة الخدمة المقدمة للوطن لكن يظل أغلاها وأثمنها وأعظمها هو تقديم الأرواح ثمناً للدفاع عن تلك الأوطان، ولعل هذا ما يتجسد تماماً في شهداء الواجب من جنودنا البواسل في مختلف الميادين سواء في داخل الوطن أو على حدوده البرية والبحرية والجوية، لذا يستوجب أن يقدم لهذه الفئة أعلى درجات الأوسمة ولأفراد أسرهم الذين فقدوا العائل والحاضن لهم أجلَّ وأعظم التقدير المالي الذي يكفل حفظ كرامتهم.

ولا شك بأن دولتنا ممثلة في قيادتها رعاها الله وحفظها تحرص دائماً على تقديم ذلك التكريم المادي والمعنوي وهذا ما تعودناه منها، ولعل من أيسر ذلك التكريم المقدم لشهداء الوطن هو نشر صورهم مرفقة بسيرهم الذاتية وماذا قدموا للوطن وأين تم استشهادهم ونشرها عبر الصحف والمجلات المتخصصة، وكم أتمنى أن يخصص ركن من أركان المداخل الرئيسية للوزارات لصور أولئك الشهداء كما هو حال صور الوزراء، فالشهداء لا تقل أهميتهم ومكانتهم عن أولئك الوزراء.

وكم أتمنى أيضاً إعطاء أسر أولئك الشهداء التكريم المستحق والمستدام لهم ليكون مصدر اعتزاز لهم وتحفيزاً للغير لخدمة وطنهم بمنحهم التأمينات الصحية المستدامة دون شروط ومعايير ، وكم أتمنى أن يحظى أبناء أولئك الشهداء بالتكريم من خلال تسهيل الكثير من المهام وازالة الكثير من العوائق البيروقراطية التي قد تزيدهم ألماً وحزناً على فراق آبائهم.

وكم هو أجمل أن تطلق أسماؤهم على شوارع مدننا أو أسماء مدارسنا بدلاً من بعض تلك الأسماء التي لا نعرف لأصحابها مكانة اجتماعية أوعلمية أو تاريخية، ويقيني أن مثل تلك المبادرات لو تمت سيكون لها بالغ الأثر في نفوس أسر أولئك الشهداء وحتى في نفوس كل المواطنين.. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store