Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

إيران تنحني أمام القصف الإسرائيلي وتهدد بضرب أمريكا!!

A A
كثيرة هي الأسباب التي لا تجعلنا نقيم علاقة طبيعية ومتوازنة مع النظام في إيران، خروقاته لا تحصى، ابتداء من استماتته في سبيل تصدير ثورته، ومرورًا بتدخلاته في الشأن الداخلي لدول المنطقة، وسعيه الدؤوب إلى فرض سيطرته على دول الجوار عبر ميليشياته، كما هو حاصل الآن في لبنان والعراق وسوريا واليمن، وقطر مؤخرًا، وقد رأينا كيف أثرت تلك السيطرة على تلك الدول في اتخاذ قراراتها، كما حصل في (القمم الثلاث) حينما اعترض بعضها على القرارات التي أجمعت عليها كل الدول لأنها شجبت الأعمال العدائية التي تقوم بها طهران.

ودعونا نعترف، وبكل مرارة، بأن إيران أطبقت تمامًا على الدول التي ذكرناها، وصادرت قراراتها، وحولت قياداتها إلى (ولاة) يتبعون (الولي الفقيه)، ينفذون سياساته، ويأتمرون بأوامره.. ما نراه الآن من خلافات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، والأجواء التي تهدد أمن المنطقة، سببه إيران لا شك، إذ إن إيران ترى في الوجود الأمريكي في العراق، وفي المنطقة، أداة لتطويقها ومحاصرتها، وتحجيما لدورها وتطلعاتها في احتواء العراق، ولذلك سعت إلى تعزيز فرص الغالبية الشيعية لحكم العراق والاستئثار بالمناصب السيادية فيه، فضلا عن دعم قوى المقاومة ضد ما تسميه بالاحتلال الأمريكي ورفض بقاء القوات الأجنبية بالعراق، وتبديد تطلعات الولايات المتحدة في توسيع العمليات العسكرية لتطال إيران، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد اتهمت إيران بالتدخل في العراق وإيجاد العراقيل أمام المشاريع الأمريكية هناك من خلال الزج بآلاف المقاتلين المسلحين لإشعال المواجهات مع القوات الأمريكية، والحيلولة دون إقرار الديمقراطية والاستقرار في ربوع العراق، إضافة إلى توجيه الانتخابات العراقية لمصلحة طهران عبر إرسال مئات الآلاف من الناخبين الشيعة إلى الجنوب العراقي للتصويت لمصلحة مرشحين موالين لإيران، بالإضافة إلى ملفات شتى وخلافات عديدة أفضت إلى الوصول إلى ما نشاهده اليوم من توترات، لعل من أبرزها ملفات سياسة إيران الإقليمية مع دول الجوار الجغرافي، كالعراق وسوريا وأفغانستان ثم الخلاف الأخير حول الملف النووي الإيراني.

هم الآن، ومن خلال الوسطاء يلعبون على الوقت مع الولايات المتحدة الأمريكية، وينتظرون الانتخابات الأمريكية المقبلة، فلديهم شعور طاغٍ بأن الرئيس «ترامب» سيخسر معركته الانتخابية، ومن ثم تتبدل المواقف، وهم في هذا الجانب بارعون، وما نراه من التسويف في مشكلة اليمن، وطول أمد الحرب، لم يكن سوى تطبيق الحوثيين لتلك الخطط، خطط (اللعب على الوقت).

كل ما نراه من تهديدات ووعيد، واستعراض للصواريخ من قبل إيران، ما هو إلا (فقاعة وهمية)، كان أولى بإيران أن تثأر لنفسها من إسرائيل التي هاجمت مقراتها في سوريا، واستهدفت العشرات من قياداتها، أين كان الإيرانيون عندما دمر الإسرائيليون طائرة النقل الإيرانية من طراز بوينج بعد ساعات من وصولها مطار دمشق الدولي في سبتمبر 2018، وعندما أطلق الإسرائيليون صواريخهم في أبريل 2018 وقصفوا مطار الضمير العسكري بريف دمشق الذي يتواجد فيه الحرس الثوري وخلف عشرات الضحايا من كبار ضباط الحرس الثوري، وعندما قتل الإسرائيليون لحرسهم في مطار التيفور، ومطار المزة العسكري، ومطار الضبعة، أين كانوا؟..

دعونا نتساءل: لماذا لم ترد إيران على تلك الهجمات والصواريخ الإسرائيلية؟! وتأتي اليوم لتعلن بأنها ستقف موقف الند للند مع الولايات المتحدة وتغرق بوارجها!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store