معالي وزير التعليم .. تعلمون ويعلم الجميع أن نظام التعليم يعد المنطلق الأساس لكل عملية تنموية في مختلف المجالات الحياتية ومن خلاله أيضاً ينطلق بناء الإنسان قيمياً وسلوكياً ومعرفياً، كما يعد المرآة التي تعكس حضارة الشعوب وتقدمها وبسبب تلك المكانة والأهمية نجد أن قيادتنا رعاها الله تسعى دوماً لتقديم الدعم السخي والمتواصل لهذا النظام. لكن المؤسف أن ذلك الحجم الكبير من الدعم لايواجهه تقدم ملموس كما ينبغي فهو -أي نظام التعليم- لازال يعيش حقل التجارب الممتدة منذ عقود والتي نراها غالباً تنتهي بعدم تحقيق الأهداف المنشودة وبالتالي حدوث المزيد من التباطؤ والخسارة في مسيرة هذا النظام..
ولعلي هنا ومن خلال خبرتي الممتدة عبر مسارب هذا النظام لأكثر من ربع قرن في مختلف مجالاته الميدانية بدءاً من التدريس ثم التطوير ثم الإشراف أستطيع أن أحدد أبرز مواطن الخلل التي أدت إلى ذلك التباطؤ التطويري، وكان من نتيجته الضعف اللافت في المخرجات والتي تحدَّث عنها الكثير بالإضافة إلى عدم تحقيق متطلبات سوق العمل، ومن أبرز تلك المواطن:
• عدم دقة المعايير التي يتم من خلالها اختيار القيادة على مختلف المستويات كون تلك المعايير تفتقد للتقنين المناسب لكل فئة بما يتوافق مع المهام الموكلة اليها، لذا أتمنى أن تعد تلك المعايير (المقننة) من قبل خبراء في هذا المجال.
• تشكو الوزارة منذ عقود من قضية التضليل الهرمي عند إعداد التقارير، حيث تحول بعضها من قياس للمخرج الذي هو الطالب إلى تلميع وتجذير لكرسي المسئول بهدف كسب جوائز التميز التي نجد أن أغلبها وهمية.
• لازالت البنية التحتية لنظامنا التعليمي تحتاج للكثير من العمل الجاد كإعادة صياغة السياسة التعليمية وبناء المدارس المؤهلة تقنياً وبكافة المرافق التربوية والتعليمية والرياضية.
• إعادة النظر في منح جوائز التميز وأقترح أن تخصص اختبارات مقننة لكشف المستوى التحصيلي للطالب لكن بشرط أن يكون تطبيقة كاختبار القدرات والتحصيلي أو أن يحول ذلك النظام إلى المدارس ويكون التطبيق والمتابعة والقياس من قبل الوزارة فقط.
• اذا أردنا النهوض بالمؤسسة التعليمية وتحقيق طموح القيادة والمواطن فعلينا جعل الطالب محوراً لها لبنائه تربوياً ومعرفياً ومهارياً قولاً وفعلاً.
• أسال الله لمعالي الوزير التوفيق والسداد .. والله من وراء القصد.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
