تتكرر عبارة ضبط النفس كثيرًا في حالة الأزمات الدولية، بمفهومها السياسي والدبلوماسي.. العقلاء يقصدون بها عدم التسرع في الحكم على حدث معين حتى يتضح للجميع بدون أدنى شك ما يستوجب الحكم عليه.. والمتهورون والمستهترون بكل القيم الإنسانية يفسرون المناشدة بضبط النفس على أنها دليل ضعف وانتصار لهم ويستغلون الوقت لمزيد من ممارسة العبثية.
إيران بقضها وقضيضها نظام يعيش خارج العصر فكريًا وعقائديًا ويستخدم كل الوسائل لزرع الفتن وبث سموم الإرهاب في دول الجوار ونشر التشيع في عدد من الدول لا من أجل الدين ونصرة آل البيت كما يدعون ولكن لتحقيق أهداف سياسية..
توظيف الحوثي لتمزيق وحدة اليمن وتهديد أمن واستقرار السعودية من خلال استهداف المدنيين والمرافق الحيوية مثل مطار خميس مشيط (أبها) وضرب محطتين لضخ النفط في عفيف والدوادمي وضرب سفن في ميناء الفجيرة بالإمارات العربية وأخيرًا الاعتداء على ناقلات بترول في بحر عمان يؤكد نوايا إيران وعملائها العدوانية.. كل هذا مفهوم ومؤكد بالأدلة مهما حاول النظام الإيراني اللعب بأوراق المناورات الدولية.
دول العالم لها مصالح حيوية في المنطقة والواقعية السياسية تفرض عليها ألا تترك العبثية الإيرانية تستمر في ممارساتها العدوانية.. والتاريخ يعلمنا أن الدول المارقة إذا فقدت حس الموضوعية وأصبح الخوف المحرك الرئيسي لطموحاتها تقع في مصيدة مغامرات غير محسوبة كما أن أي دولة تميل لمتاهات إيران.. عربية وغير عربية ترتكب خطيئة كبرى لعدة أسباب رئيسية:
أولها: تهديد سيادة الأماكن المقدسة التي يتجه إليها مليار ونصف المليار مسلم من أرجاء الكرة الأرضية على مدار الساعة.
ثانيًا: تهديد الاقتصاد العالمي وما يترتب على ذلك من تداعيات في كل الدول الصناعية التي تعتمد على بترول الخليج العربي.
ثالثًا: انتهاك القانون والمعاهدات الدولية التي تحكم الملاحة الجوية ومرافقها وفق سيادة الدول المنصوص عليها في معاهدة شيكاغو وملاحقها والمعاهدات الخاصة بتحريم الاعتداء على المطارات ومرافق الملاحة الجوية في أي دولة من دول العالم.
رابعًا: مخالفة معاهدة الملاحة البحرية.
كل هذه النقاط والمعاهدات الدولية انبثقت من ميثاق الأمم المتحدة ونصوص العقاب لكل دولة تخالف محددة في المواثيق والقرارات الدولية.
من الواضح أن حسابات العقلية الإيرانية تضرب بكل المواثيق والممارسات الدولية عرض الحائط وتمارس عبثية تشكل جرماً فادحاً وإذا لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات رادعة ضد إيران فإن المنطقة مقبلة على انفجار صراع أمني يجر إلى حرب كونية ثالثة وهذا يُوجب على الدول الكبرى على وجه الخصوص إيقاف عبثية إيران ومنعها من امتلاك السلاح النووي قبل فوات الأوان لأن إيران تعتبر المناشدة بضبط النفس ضعفاً وعجزاً في المجتمع الدولي عن عقابها على أفعالها العدوانية ضد دول الجوار والعالم بأسره.!
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
