Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

موسم جدة.. التجاوزات وردود الأفعال!

A A
خلال السنوات الأخيرة، والسعودية تبهر العالم بما يحدث فيها من تقدم، في كل المجالات، وفي مجال الترفيه تفوقت هيئة الترفيه في إبهار العالم وإبهارنا بجمال الفعاليات ودقة التنظيم، ويأتي موسم جدة بواجهاته الخمس «ملعب الجوهرة، الواجهة البحرية، الحمراء، أبحر، جدة التاريخية» متجاوزاً كل التوقعات، فعاليات تلبي مختلف الرغبات والاحتياجات في الفن والموسيقى والرياضة، مطاعم عالمية، وأشياء أخرى كثيرة ليس هذا مجال حصرها، لكن ما يحدث هو حركة التطور والانفتاح على متطلبات جيل يمثل أغلبية في المجتمع السعودي، لكن هذا التغيير لابد أن يجد من يقبله بكل ما فيه من انفتاح وتقدم وتطوير، أو من يتعامل معه بتحفظ، أي يأخذ منه بقدر قناعته واحتياجه ويترك مازاد عن حده، أيضاً هناك الفئة التي لا زالت تحمل بذور التطرف الديني ولا تريد أي حركة في طريق التقدم بل ترغب بقوة في الرجوع إلى الخلف، أو الوقوف في منطقة التكلس والجمود، دون احتساب النتائج الباهظة التي يمكن أن يدفعها الشباب والأطفال الذي يتواصل مع العالم ويشاهده وهو في غرفته ويشاهد كل ما يجري فيه!

أي نشاط بشري بحجم ما يحدث في السعودية وبهذه السرعة لا بد أن تحدث فيه بعض التجاوزات على مستوى الأفراد أو المؤسسات، مثلاً، مسؤول داخل مؤسسة ذات علاقة لم يستوعب مفهوم التغيير أو الترفيه، وصور له شيطانه أنه يستطيع تمرير أجنداته الشيطانية ربما تكون فرصته للتغيير حسب ما يخطط شيطانه، ثم يكتشف أننا أمة تتطور وتنفتح وتتغيِر لتتقدم في سياق حضاري يتوازن مع دينها وقيمها ومكانتها الإسلامية والسياسية التي اكتسبتها بنضالها ضد التطرف يميناً أو يساراً. كذلك بالنسبة لتجاوزات بعض الشباب والشابات فهي لا تعدو أن تكون صدمة حضارية أو قصوراً في فهم المتغيرات والتعامل معها، لكن ردود أفعالنا لا بد أن تأتي هادئة ومتوازنة كي لا نعطي مادة إعلامية سهلة وثرية للأبواق الإعلامية أو الفاشلين الذين يجلسون خلف كاميرا محمول أو كاميرا فيديو ويهرفون بما لا يعرفون، يقتاتون على ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي ويضخمون الأمور كي يبثوا الرعب في قلوب العامة مما يحدث على أرض الواقع، المجتمع السعودي لا يقبل بهذه التجاوزات، لكن لابد أن يثق في الإجراءات الرادعة التي تتخذها الجهات المعنية لوقف مثل هذه التجاوزات وردع المتجاوزين كما أن قرار الإغلاق يمثل رسالة حزم قوية لكل من تسول له نفسه استغلال حركة التقدم لتمرير فكر شيطاني، أو استغلال البهجة التي أصبحت تزغرد في كل مكان على أرض السعودية ليتخذ منها سلاحاً يهاجم به حميتنا العربية أو قيمنا الإسلامية التي هي المنهج الذي سارت عليه الدولة السعودية.

أغلق مقهى، لكن استمر موسم جدة بواجهاته الخمس، لأنه نجح ليس فقط في اجتذاب الجمهور بل نجح في التغلب على حرارة الصيف، رغم الأجواء الحارة إلا أنك ترى الازدحام في كل مكان، في منطقة جدة التاريخية حيث الازدحام فيها عادة في الربيع أو أشهر الشتاء التي تمثل لمدينة جدة ربيعاً مبهجاً، لكن الفعاليات المبهجة والمبهرة مع دقة التنظيم أغرت الأسر بالتوافد على موسم جدة في كل اتجاه.

علينا فقط أن نستوعب أن أي تغيير سريع ومبهر ومبهج كما يحدث الآن لا بد أن تظهر فيه بعض التجاوزات التي لا تمس جوهره، والتي يتم التعامل معها بقوة وسرعة وحزم رادع، لذلك علينا ألا نفتح لهم في جدارنا فرجة يطلون منها على تجاوزات فردية لا يمكن الركون عليها لكنهم يعملوا من الحبة قبة، وأن تكون ردود أفعالنا هادئة متزنة كي لا نقدم لأعدائنا مادة إعلامية تغذي حقد قلوبهم وعقولهم وتفرح صدورهم، لكنها فرحة ما تمت!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store