Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

نعيق الغُرْبان!!

بضاعة مزجاة

A A
ضمن خطبة جمعة تُشبِه نعيق الغُرْبان، التي صُدّت عن التهام فريستها، صبّ ممثّل خامنئي الرسمي في العراق هجومًا عنيفًا على المرجع الشيعي العراقي علي السيستاني بسبب فتواه بأنّ للعراق عُمْقًا عربيًا يمتدّ إلى السعودية!

وصرّح الغُراب الناعق، أبيض البشرة أسود القلب، أنّ الهدف من معاداة السعودية هو الانتقام من يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، والثأر للحسين بن علي بن أبي طالب، ولهذا حاربت إيران الدواعش السعوديين في العراق وهزمتهم، وهو الكاذب الكذوب، فما الدواعش إلّا صناعة إيرانية واستخباراتية دولية بامتياز!.

وإن دلّت الخطبة على شيء فتدلّ على استحالة تحسين سلوك النظام الإيراني الذي تبحث عنه أمريكا ودول الخليج والعالم الحُرّ، باستثناء نظام حمد أُسْ ٢ في قطر، فالسلوك الإيراني هو أيديولوجي ثابت مثل ثبات أوتاد الجبال، وهو في أيديولوجيته البغيضة لا يختلف عن سلوك داعش قيد أنملة، ولا يمكن تحسينه بعقوباتٍ اقتصادية حتّى لو كانت مُؤثِّرة، إذ سُرعان ما يعود لنفس السلوك وأسوأ إذا انتهت العقوبات أو خفّت أو تمكّن النظام من الالتفاف حولها.

وسلوك النظام الإيراني في الملف النووي، وفي الهجوم على الناقلات النفطية في الخليج العربي، لا هدف له سوى بعْث رسالة بأنّه قادر على تهديد العالم بأسره، وألّا أحد يقدر على منعه من السيطرة على المنطقة، وتحويل الإسلام إلى إسلام بنكهة فارسية وثنية مجوسية، بما فيها من حِقْد وثأْر وانتقام وخُرافات وشِرْك وبِدَع وتجارة قبور مُربحة للمُلالي الأثرياء.

ودليلي هو مُطالبات مُقتدى الصدر المستمرّة، وهو الشيعي العراقي الخانع لإيران، بإعادة بناء قباب البقيع في المدينة المنوّرة على قبور آل البيت كي يُقدِّسها العامّة الجهلة من دون الله عزّ وجلّ، وباللهجة المكيّة العاميّة «دَه بُعْدُهْ» وبعيد عن عُمامته وشارِبِه ولحيته بحول الله!.

فكيف نتفاهم مع إيران؟! هذا بالحرف الواحد ما قاله سموّ وليّ العهد الأمير محمّد بن سلمان في مقابلته الشهيرة مع الإعلامي داوود الشريّان، وقد صدق.

وتحسين السلوك الإيراني سوف يتحقّق ـ فقط ـ إذا زال نظام الملالي من على وجه الأرض، واسْتُبْدِل بنظام عصري لا يقوم على أيديولوجيا شبيهة، ودُمِّر برنامج إيران النووي، وأُعِيدَت دولة الأحواز العربية المُطِلّة على الخليج العربي للوجود مرّة أخرى، وإذا احترمت إيران مواطنيها من أهل السُنّة ومساجدهم، كما تحترم دول الخليج مواطنيها الشيعة وحسينياتهم، وإذا تبرّأت من حزب الشيطان القابع في لُبنان، ومن الحشد الشعبي الطائفي في العراق، ومن الحوثيين الأوباش في اليمن.

وبدون ذلك، ستضطرب المنطقة أكثر وأكثر حتّى يقضي الله أمرًا كان مفعولا..

اللهم انصر بلاد الحرمين الشريفين، المملكة العربية السعودية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store