Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حامد العتيبي

الأهلي عطر بلا رائحة!!

حسابات محايدة 

A A
بعيد عن المُسَمَّيات الرَّنَّانة: «ملكي» أو «راقي» أو «قلعة كؤوس»، يبقى النادي «الأهلي» أحد أهم ركائز كرة القدم، فيكفي لا.. عندما تنظر لتاريخه مع المنتخبات السعودية تجد أنه قام بالواجب الذي عليه، وأكثر من «يحيى عامر» و»محمد عبدالجواد» و»خالد مسعد» و»محمد شلية» و»حسين عبدالغني» وغيرهم الكثير، وناهيك عن تقديمه لكرة جميلة رائعة تتسم بالشمولية والأداء الهجومي من زمن «أمين دابو» ومرورًا بـ «خالد قهوجي» وصولا لـ «عمر السومة».

إلا أنه مع هذا الزخم الكبير من الأسماء اللامعة؛ نجد أن محصِّلة «الأهلي» من بطولات الدوري قليلة جدًّا، ولا يملك أي حضور ذهبي على مستوى القارة الآسيوية، على الرغم من تواجد خبرات إدارية على مستوى عالٍ على مر عمره، فنجد اهتمامًا ومصروفات مالية واستقطابات كبيرة، في المقابل تجد الإنجازات قليلة لا تليق بهذا العمل الجبَّار.

في كل مرة أرى «الأهلي» يلعب أتذكر نادي «روما الإيطالي» الذي يشابهه في كل شيء، فـ»روما» في إيطاليا هو متعهد اللعب الجميل، ومنبع المواهب والنجوم، فيكفي فقط تقديمه للأسطورة «فرانشيسكو توتي»، ولم يقف هذا التشابه في الجينات إلى هذا الحد، حيث حقق «روما» الدوري هناك ثلاث مرات، والأهلي حققه هنا ثلاث مرات أيضًا، لكنهما اتفقا على متعة الأداء، وبالإضافة إلى ذلك نجد «روما» حقق أكبر مجد على مستوى قارته وصيف دوري أبطال أوروبا في أوائل الثمانينات، ونجد «الأهلي» أيضًا لم يحقق سوى الوصافة على مستوى القارة؛ لذلك يسمى «روما الإيطالي» بعطر بلا رائحة، أي أنه يقدم كرة جميلة غير متوَّجة بأي شيء.

على الرئيس الجديد المهندس «أحمد الصائغ» أن يهندس العمل داخل أرْوقة النادي بطريقة مختلفة، لكي يخرج من ثوب الكرة الجميلة واللعب بدون ضغوط إلى تقديم كرة واقعية تجيد اللعب تحت الضغوط، لكي تكسب أكثر وتحقق الألقاب التي لم تحقق.

فمشكلة «الأهلي» التاريخية ليست عدم توفر المال أو عدم وجود نجوم، فـ»الأهلي» ماركة تجارية غالية وحلم أي نجم أيضًا، أزمة «الأهلي» هي أزمة فكر، فعلى الإدارة أن تعمل على تغيير الصورة الذهنية لدى جميع اللاعبين والجماهير بأن فرقة «الأهلي» لا تظهر سوى في المباريات الكبيرة، بأن فرقة «الأهلي» لا تخشى أي خصم، بأن فرقة «الأهلي» هي البطلة، بأن فرقة «الأهلي» تستطيع تحقيق أي منجز حتى لو كان الحَكَم «مفوت حبتين».

من السهل أن تبني فريق يلعب ويبهر، لكن من الصعوبة بناء هيبة فريق يخافه خصومه، ويخاف لاعبيه التفريط.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store