تم مؤخرًا اعتماد نظام الإقامة المميزة، والذي يُعد جزءًا من استراتيجية إعادة الهيكلة للاقتصاد الوطني، والتي تُركِّز على بناء اقتصاد جديد يتواءم مع مكانة وإمكانات المملكة، ويعمل كأداة جديدة لتحقيق الأهداف المأمولة، والاستفادة من الكوادر والمستثمرين الموجودين في الوطن، سواء من خلال إقامة دائمة بمقابل مالي هو 800 ألف ريال، يُدفع مرة واحدة، أو إقامة لمدة عام قابلة للتجديد بمقابل 100 ألف ريال تُدفع سنويًّا، وقد فتح مركز الإقامة المميزة -وهو كيان مستقل إداريًّا وماليًّا، ويرتبط تنظيميًّا بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية- أبوابه لاستقبال الطلبات عبر المنصة الإلكترونية الشاملة (سابرك)، والتي يستطيع المتقدِّم من خلالها أن يرفعَ جميع الوثائق المطلوبة، والسداد المالي المخصص لتلك الإجراءات.
هذا النظام -وكما أوضحت وزارة التجارة والاستثمار- سيُحقِّق 5 مكاسب رئيسية من أهمها: محاربة التستر التجاري، وبناء اقتصاد جاذب للمستثمرين، كما سيُساهم النظام في تعزيز التنافسية، وتطوير وتحسين البيئة الاستثمارية، وجذب استثمارات مباشرة ومشروعات نوعية، ومن المكاسب التي أكدت عليها أيضًا وزارة التجارة والاستثمار بشأن نظام الإقامة المميزة؛ القدرة على دخول منشآت جديدة قادرة على التوسع والنمو واستقطاب رواد الأعمال المبتكرين والمبدعين، كل ذلك مع مميزات شخصية لحامل تلك الإقامة منها تملُّك العقار والتنقُّل والسفر، وتوفير إقامات للأسرة وتأشيرات زيارة للأقارب.
نظام الإقامة المميزة هي وفاء للفكرة، وإنجازًا للوعد الذي أعلنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في عام 2016م، بشأن توفير إقامة مميزة (مشروع البطاقة الخضراء)، وتأكيدًا بأن مشروعات رؤية المملكة 2030 تمضي قُدمًا لتكون حقيقة على أرض الواقع؛ ما يُعزِّز المصداقية ويبث روح التفاؤل بالمستقبل وينفي الشائعات والإحباطات التي ينقلها بعض المرجفين والمشككين، والذين يستعجلون النتائج ويحرصون على إطلاق الأحكام المسبقة دون تروي وحكمة.
جاء نظام الإقامة المميزة ليفتح أبواب الوطن، ويُرحِّب بأصحاب رؤوس الأموال وذوي الملاءة المالية، ليمارسوا أعمالهم التجارية بشفافية ومصداقية ووفق النظام، وليكونوا شركاء فاعلين في مجتمعنا وفي دعم اقتصادنا الوطني من خلال الأموال التي يقومون باستثمارها في الوطن، وليعيشوا هم وعوائلهم في الوقت نفسه في مجتمعٍ مستقرٍّ آمن ومزدهر، قريبًا من مكة المكرمة والمدينة المنورة، مع إمكانية العمل في أي قطاع من قطاعات العمل، وأن يتنقلَ بين مؤسسات القطاع الخاص دون أي قيود.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
