Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

السر والبئر؟!

A A
تقول فيروز في إحدى أغانيها من كلمات ولحن الأخوين رحباني:

يا مختار المخاتير بحكيلك الحكاية

أنا ما بحب الشرح كتير ولا في عندي غاية

بدي تفللني بكير يامختار المخاتير

هِني كانوا زعلانين أنا شو بدي فيهن

قلت براضي العشقانين زعلوا أهاليهن

حطوا الحق عليّ وقالوا هالحشرية

يصطفلوا شو ما صار يصير

وخللي هالزير بهالبير

آه يامختار المخاتير

وهكذا فـ»الزير « في تلك القرية، كما يبدو، يعلم كل شيء.. وعنده كل أسرار القرية وأهلها لذا تنصحهم فيروز أن يضعوا «الزير» حامل الأسرار، في «البير» كاتم الأسرار.

****

لكن ليس كل سر سراً، ولا كل بئر بئراً. فها هي وزارة الآثار المصرية تُعلن مؤخراً عن اكتشاف مقبرة أثرية ضخمة من الحجر الجيري والطوب اللبن. وقد عُثر داخل البئر الرئيسي للمقبرة على تمثال من الجرانيت الوردي مكسور إلى جزءين، لشخص يدعى (كا اير اس) جالسًا على مقعد صغير دون مسند، ويرتدي النقبة القصيرة وباروكة الشعر المحبب، كما نقش على المقعد اسم صاحب المقبرة وألقابه، ومنها السمير الأوحد، و»كاتم أسرار.»

****

وظني أن يكون (كا اير اس) قد دُفن في تلك البئر التي وُجد فيها، مع الأسرار التي كانت في حوزته بعد أن أفشى للبئر بسر خطير أسرَّه له الفرعون الحاكم آنذاك، وأن يكون هو من قيل فيه المثل «سرك في بير».. كمؤشر على ائتمان أحدهم على سر ما. حيث يُحكى أن حاكماً استأمن رجلاً كان يثق فيه على سر خطير، وشدد عليه حفظ السر وألا يخبر به أحداً أبداً.. إلا أنه بعد مرور الوقت لم يصبر على كتم هذا السر، فقرر أن يذهب إلى الغابة ويبوح به فى بئر مهجور هناك، ليجد لاحقاً أن السر قد انتشر بين أهل القرية.. حيث كان في البئر رجل نائم أخبر القرية كلها بالسر!!

#نافذة:

[[سرك أسيرك، فإن تكلمت به صرت أسيره]]

علي بن أبي طالب

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store