Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سيول الليث تدمر الطرق وتعطل المدارس وتعزل سكان 40 قرية عن العالم الخارجي!

سيول الليث تدمر الطرق وتعطل المدارس وتعزل سكان 40 قرية عن العالم الخارجي!

كشفت السيول التي داهمت الليث مؤخرا ، ولم تشهدها منذ 18 عاما ، عن هشاشة ورداءة مشاريع الطرق التي تربط القرى بالمحافظة وسوء التخطيط في تنفيذها .

A A
كشفت السيول التي داهمت الليث مؤخرا ، ولم تشهدها منذ 18 عاما ، عن هشاشة ورداءة مشاريع الطرق التي تربط القرى بالمحافظة وسوء التخطيط في تنفيذها . وبلغت الخسائر أكثر من 70 مليون ريال لكافة مشاريع الطرق الحديثة التي بلغت تكاليف انشائها حوالى 200 مليون ريال حيث شيدت في بطون الأودية لينتهي بها الأمر إلى الانجراف والتشقق ما حدا بالمواطنين الى استخدام الطرق الترابية القديمة!! . وكشفت “المدينة” في جولتها على هذه القرى عن ان السيول تسببت في عزل أكثر من 40 قرية تجاوز عدد ساكنيها 40 ألف نسمة وعدم الوصول اليها الا بسيارات الدفع الرباعي ! ، كما توقفت فيها الدراسة في مدارس البنين والبنات، و انقطع التيار الكهربائي وتعطلت فيها شبكات الهاتف الجوال، إضافة إلى الشلل الذي أصاب حركة المواطنين في اليومين الماضيين، مما كبّد المواطنين مبالغ طائلة لفتح الطرق على حساباتهم الشخصية .البداية كانت من وادي العرج الذي يضم 9 قرى يسكنها 20 الف نسمة . وقدرت تكلفة انشاء طريق العرج والذي يوصل مدينة أضم بقرى قفيلان - المحضر - ربوع العين - بني جابر - الفميات - حقال - الفحو - الخالف ذنباء بـ 50 مليون ريال . وقد افتتح قبل أشهر الا أنه لم يصمد امام السيول حيث ذاب مايقارب 3 كم منه ليجرفه السيل الى الاعماق السحيقة للوادي وهو أكثر الطرق تضررا وأكثرها حاجة لخدمة مايقارب 20 الف نسمة . يقول مشعل الفقيه شيخ قبيلة الفقهاء ان منسوب المياه لم ينقطع بفعل السيول حيث لجأ عدد من السكان إلى السير على الأقدام للخروج من البلدة فيما فضل بعضهم البقاء ريثما يتم إصلاح الطريق .وأشار الى أن السيول القادمة من الجبال تسببت في إتلاف الطريق الموصل إلى قفيلان وأعاقت المرضى عن مراجعة المستوصفات لاسيما مع غيابها في هذه القرى . واضاف أنه خرج من القرية للمراجعة بيد أنه وجد صعوبة بالغة في الوصول إلى المركز الصحي سالكا طرقا وعرة مليئة بالوحل ، وشدد على دور البلدية وفرع المواصلات في إصلاح الطريق وإعادته لسابق عهده. لافتا الى أنهم استأجروا شيولات خاصة لفتح الطريق والذي لا تعبره سوى الجيوب فقط وتكبدوا خسائر جمة.وأشار عبدالعزيز عبدالله الفقيه إلى أن بعض القادمين من خارج المحافظة يقبعون في الاستراحات القريبة في انتظار عودة الطريق ليتمكنوا من زيارة أقاربهم وقضاء اجازة نهاية السبوع برفقتهم.اما عمار عبدالله الفقيه من قرية الحصاحص فقال انهم محتجزون في قراهم حيث لا يستطيعون مراجعة المستشفيات في حال حدوث طارئ . و يرى أن انحراف السيول عن مجراها الطبيعي في كثير من المواقع وضعف صيانة عبارات تصريف المياه على الطرق من قبل الجهات المختصة، وغياب المصدات اللازمة لحماية الطرق الرئيسية، عوامل مؤثرة في غرق بعض القرى، مشيرا إلى ضرورة تأكد الجهات المختصة من استيعاب تلك العبّارات لكميات المياه المتدفقة عبر الأودية والعمل على تنظيفها بشكل دائم . من جهته أعرب اهالي مركز بني يزيد 90 كم شرق الليث عن بالغ معاناتهم مما لحق بالمحافظة من أمطار وسيول غزيرة أصابت الحياة بالمركز والقرى التابعة له بالشلل التام حيث تعطلت وسائل النقل المدرسي وكثرت المستنقعات المائية وتوقفت أبراج الجوال عن الخدمة وانقطعت الكهرباء عن المركز والقرى التابعة له لأكثر من 20 ساعة . وقال عبد الرحمن مليح اليزيدي رئيس لجنة التنمية الاجتماعية بمركز بني يزيد إن السيول الأخيرة التي عبرت وادي الليث وسالت من وادي سلبه قد أحدثت تلفيات عامة بالبنى التحتية من اسفلت واتصالات وكهرباء الأمر الذي تسبب بعزل المركز عن المحافظة نتج عنه تهديدا لحياة المواطنين نظرا لصعوبة الإبلاغ عن الكوارث وحوادث الغرق في المركز. وأوضح اليزيدي في معرض حديثه أن لجنة التنمية تتقدم لسمو الأمير خالد الفيصل بمناشدة عاجلة للاطلاع على وضع المركز حتى أن الأبناء منقطعون عن الدراسة بسبب استحالة عبور الأودية وتشقق الجسور والأسفلت مما يهدد حياة الطلاب وأكد خضير اليزيدي رئيس جمعية البر الخيرية بأن قرى شرق محافظة الليث تعاني الأمرّين حيال الأمطار وخير دليل على ذلك ما شهده وادي عيار ووادي الروضة من وفيات بالأمس القريب، كما أكد اليزيدي على ضرورة تكوين لجنة للوقوف على معاناة أهالي المحافظة عموما ومركز بني يزيد خصوصا جراء مالحق بالبنية التحتية من أضرار جسيمة تستلزم الحلول العاجلة مؤكدا بأن التيار الكهربائي انقطع عن المركز لثلاثة ايام ولم يتم اطلاقه الا مساء امس الاول . وقال ان الطريق لا تعبره الان الا سيارات الدفع الرباعي الامر الذي تسبب في ايقاف نقل الطالبات الجامعيات الى كلية الليث بسبب تعذر نقلهن عبر سيارات الميكرو باص لاسيما أن ذلك سيفوت عليهن امتحانات نهاية الفصل والتي بدأت حاليا. الانهيارات الصخرية في حقال ويعتبر طريق الليث ـ حقال من أحدث الطرق في المحافظة والذي انشئ قبل عامين عبر عقبة البوا لكن اجزاء كبيرة منه لم تصمد امام الامطار الغزيرة والسيول برغم أن قيمة تكلفته تجاوزت 60 مليون ريال ولم يتجاوز طوله قرابة 40 كم ويقع شرق الليث . وأصبحت الانهيارات الصخرية شبه مستمرة تزامنا مع استمرار هطول الأمطار في حقال مما جعل الاهالي في حالة استنفار شبه كاملة من خلال نشر معداتهم الخاصة في كل الطرق والتي تقوم بشكل متواصل في إزالة الانهيارات أولا بأول حيث ساهم ذلك في تقليص حجم الأضرار الناجمة عن تواصل الأمطار . في هذا الاطار يقول رئيس لجنة التنمية بالمركز مدير ثانوية الملك عبدالعزيز صلحي المعلوي ان الامطار التي هطلت على حقال وضواحيها الحقت أضرارا كبيرة شملت أسوار المنازل والمحلات التجارية والسيارات والطرق وهذه الأضرار هي الثانية التي يتعرض لها الأهالي خلال اربعة اشهر ، وذلك بحكم موقع المنطقة الجغرافي الجبلي بمطالبا وزارة النقل بالتحرك السريع لوضع حل يحد من أضرار وادي الليث وأودية حقال . وأتت السيول الجارفة الخميس الماضي لتقتلع الجسور وتطمر العبّارات وتنسف كميات هائلة من الإسفلت حيث أصبحت بعض الطرق أثرا بعد عين وأخرى تشكو الشلل الجزئي وأخرى تفقد أحد أهم أساساتها من الجسور والعبّارات والجدران الاستنادية في معظم الطرق. كل ذلك يحدث أمام أنظار المواطنين المتابعين بذهول وخيبة أمل لما يحدث أمامهم لتعود مركباتهم ذات الدفع الرباعي إلى طرقها القديمة في مسالك الأودية!!. وذكر الشيخ منصور الجميعي نائب رئيس جمعية البر أن السيول التي داهمت المنطقة تسببت في قطع بعض الطرق المسفلتة وأحدثت العديد من الحفر التي يصل عمق بعضها إلى ثلاثة أمتار تقريباً، . وأشار إلى أن مياه السيول تسببت في كثير من الأضرار على الطرق الداخلية ولم نشاهد تحركا لا من وزارة النقل او بلدية اضم. السيول جرفت خطوط الهاتف ولا يفصل قرية مراج عن الليث سوى ساعة واحدة عبر طريق معبد ومريح انشأته وزارة النقل قبل أشهر لكن السيول الجارفة أزاحت الاسفلت وجرفته بعيدا حتى أضحى الوصول الى القرية متعسرا عبر حفر ووحول تمنع وصول الموظفين الى المحافظة الا عبر سيارات دفع رباعي قديمة تستغرق ساعتين للوصول بها الى الليث . وهنا طالب حسين الهلالي وزارة النقل بعمل مشروع تصريف للمياه عبر هذه الطرق بأسرع وقت ممكن حيث قال : «نحن في منطقة بني هلال أمانة في أعناق المسؤولين في وزارة النقل، فهذا الوادي يشكل خطراً جسيماً وكبيراً على أرواحنا وممتلكاتنا مشيراً إلى إن مجرى هذا الوادي هو عبارة عن عبّارة صغيرة جداً لا تفي بغرض تصريف سيول هذا الوادي الكبير». اما المواطن سعد الهلالي فقال : المشهد مؤلم وخاصة بالنسبة لنا كمواطنين، ففرحتنا لم تتجاوز عدة أشهر بهذا المشروع حيث إن فرع وزارة النقل شق الطرق في مجاري السيول في وقت شح الأمطار وعند عودة المواسم الماطرة عادت الوديان لطبيعتها لتحمل ما تصادفه في طريقها ومنها مشاريع هشة لإدارة الطرق ذهبت بميزانيتها وطموحاتنا وأحلامنا لنعود إلى ما كنا عليه سابقا !!. وأضاف:إن تهاوي المشاريع والجسور بشكل غير مسبوق ما هو إلا دليل واضح وفاضح لسوء التنفيذ!!، وهذا ما يحكم به المشاهد العادي وغير المتخصص في هندسة الطرق، مبينًا أن المشاريع كانت تنفذ حسب ما يسهل للجهات التنفيذية للبحث عن المواقع الأكثر سهولة ولم يكن الهدف خدمة المواطنين. رأي الدفاع المدنيمن جهته قال مدير الدفاع المدني العقيد تركي الحارثي ان لجان حصر أضرار السيول الخمسة المكلفة بحصر الاضرار في الممتلكات والسيارات التى تضم مندوبين من المحافظة والدفاع المدني قد تنتهي يوم غد بعد قامت بجولات ومسح ميداني شامل على المناطق المتضررة .مدير الطرق لا يرد!!“المدينة” حاولت الحصول على رد مدير عام الطرق والنقل بمنطقة مكة المهندس مفرح الزهراني الا انه تعذّر بانشغاله في اجتماع وطالبنا بالاتصال بالهاتف الثابت للتنسيق مع مدير مكتبه الا انه لم يرد ايضا على الاتصالات المتكررة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store