Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

عنصرية؟!

A A
للكلمة موقع خطير في المجتمع، فهي أخطر حتى من أسلحة الدمار الشامل، بل والأسلحة النووية. وتحضرني هنا قصة تُروى عن عمرو بن لحي الذي استطاع بالكلمة أن يكتسب موقعاً مميزاً في مجتمع محافظ كان من الصعب أن تؤثر فيه كلمة رجل واحد، لكنه بما اكتسبه من مكانة مالية وأدبية وصل الأمر به، أن «أحبّه النّاس حبّاً عظيماً، ودانوا له لأجل ذلك حتى مَلَّكُوه عليهم، وصار ملكَ مكّة وولاية البيت بيده، وظنّوا أنّه من أكابر العلماء، وأفاضل الأولياء».

****

قصة ابن لُحي، الذي انتهي لأن يكون كذبة كُبرى، تأخذني إلى الحديث عن تأثير بعض «مشاهير» الميديا على ملايين من أعضاء منتديات التواصل الاجتماعي. فقد أثار أحد أعضاء تويتر وهو م. أحمد العتيبي‏، هذا الموضوع، خاصة تأثير بعض «مشاهير الميديا» -غيرالسعوديين- على قنوات التواصل الاجتماعي وعلى رأسه «تويتر». وعرض المهندس العتيبي أسماء بعض هؤلاء المشاهير الذين يتقمص بعضهم «الشخصية السعودية» ويدعون أنهم «سعوديون»، بينما هم ينتمون إلى جنسيات دول عربية شقيقة، ويُتقن كثيرٌ منهم اللهجة السعودية باحتراف نظراً لولادة بعضهم في المملكة وعيشهم مع أقرانهم السعوديين.

****

أن يتحدث غير السعودي في الميديا ويتبعه الملايين من سعوديين وغيرهم أمر لا غضاضة فيه من وجهة نظري، لكن أن يظهروا للحديث ويدعوا أنهم سعوديون فإن هذا باختصار هو «تزوير في شخصية سعودية»، خاصة عندما يعمد بعض هؤلاء للحديث عن قضايا سعودية بشكل فيه تشويه لهذه القضايا وللسعوديين بشكل عام، فهذا خط أحمر لا ينبغي تجاوزه، فأهل مكة أدرى بشعابها.

****

يبقي أخيراً ضرورة الاعتراف أن هناك ضعفاً أو اختراقاً واضحاً في الإعلام، بل والمجتمع السعودي، وأن الإعلام الإلكتروني أنشط وأكثر نجاحاً بمراحل من كل أجهزة الإعلام الرسمية والخاصة.

#نافذة:

«أتمنى من الجميع أن يعلم أن الموضوع ليس عنصرياً أبداً ولكن إثبات أن هؤلاء لا يمثلون المجتمع السعودي، كما أنني لا أزكي أنفسنا بأننا شعب الله المختار.. ولكن لا نرضى ولا نسمح لأي شخص أن يتقمّص دور السعودي.. ويتكلم وكأنه سعودي (في قضايا سعودية بحتة)».

م. أحمد العتيبي‏ Im_1a3@

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store