Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

موظفون يعجزون عن فك «شيفرة الكتابة» لمسؤولين كبار

موظفون يعجزون عن فك «شيفرة الكتابة» لمسؤولين كبار

حسن خطك.. نصيحة لم تعد قاصرة على التلاميذ

A A
يمثل «سوء الخط» والمصحوب أحيانا بأخطاء إملائية مشكلة كبيرة ليس بالنسبة لأولياء الأمور الذين يعجزون عن متابعة الدروس مع أطفالهم ولكن لفئات كبيرة فى المجتمع فكثيرا ما يعجز الموظف عن فك شيفرة المكتوب فى توجيهات مديره المباشر على سبيل المثال لا الحصر.

في البداية كما تحدث رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عادل خميس الزهراني: موضوع هام جدا والاهتمام بالخط العربي مهم وهناك توجهات تنظر الى الامر انه لايستحق وهامشي وهذا خطأ كبير فهذه المشاكل الخطية والاملائية في كل الحضارات ليس فيها تسامح ويهتمون بها كثير لأهميتها

ومن اهم اسباب ضعف الاهتمام بالخط العربي والكتابة عديد وكثيره ولعل من اهمها المناهج الدراسية بالإضافة لعد الاهتمام من الأسرة فقد كان الخط العربي والاملاء هاجس لدى الأسرة في تعليم أبنائهم وهذا الهاجس قل او تراجع كثيرا وكذلك من الاسباب تسارع التقنية فاصبح الطالب يعتمد على الأجهزة في الكتابة بالإضافة لتعلق الاطفال والشباب بهذه الأجهزة وتعلقت عقولهم بها وبالتقنية بشكل عام واشغلتهم عن روحانية الكتابة والخط

بالإضافة لأسباب تعاقب الوزارات في التعليم حيث اصبحت هذه الاساسيات من الهوامش

لقد كانت الكتابة الصحيحة والاملاء والخط وجدول الضرب اساسيات في التعليم والهاجس الاول.

مشرف اللغة العربية عبدالوهاب الغامدي: هذه المشكلة قديمة متجددة في هذا العصر ؛ حيث زادت في السنوات الأخيرة زيادة ملموسة والأسباب متعددة ومنها:

1- تركيز المناهج غالبا في الصفوف الأولية على قراءة الحرف قراءة صحيحة والتعبير عن الحرف بأي رسم.

2- غياب التوجيه أحيانا للطالب سواء من المعلم أو الوالدين.

3- قلة ممارسة الكتابة وضعف الدافعية لدى الأبناء في ذلك.

4- الاعتماد على الأجهزة الحديثة أثناء الكتابة.

5- هناك معلمون لايجيدون الكتابة والإملاء فقاقد الشيء لايعطيه

6- طريقة الاختبارات واعتمادها على أسلوب التظليل فقط للإجابة

وأرى أن يتم تدريب الطلاب منذ الصغر على مهارات الخط والإملاء وتكثيف التطبيقات الفصلية والمنزلية لهم ومتابعتها من المعلم وتوجيه الطالب إلى الأخطاء وكيفية إصلاحها ويتعاون الجميع في ذلك، والعودة إلى منهج مبسط لمادة الإملاء والخط، وخلق منافسات في البحث والتعبير والإملاء وحسن الخط وتقديم الحوافز المادية والمعنوية لهم

مشرف اللغة العربية رجب جمل تحدث بقوله: الخط لسان اليد وبهجة الضمير وسفير العقول ووحي الفكر وسلاح المعرفة وأنيس الإخوان ومحادثهم عند الغربة وبعد المسافة وهو كالروح للجسد.

الخط يبقى زمانا بعد كاتبه وكاتب الخط تحت الارض مدفون

فحسن الخط ينبئ عن روح جميلة تعلمت في زمن كان للخط اهتمامه من قبل المربين والمتعلمين وقد حث على ذلك الأوائل من العرب: عليكم بحسن الخط وأكرموا أولادكم بالكتابة.

وإن حسن الخط يزيد الحق وضوحا فقال بعضهم:

أمر الدين والدنيا بين شيئين قلم وسيف والسيف تحت القلم

والخط العربي يحقق الوضوح والجمال والإفهام ومما يؤسف له أن واقع تعليمنا ومخرجات تعليمنا في هذه الملكة تردى فيها الخط فالطالب يتخرج من المرحلة الثانوية وهو لا يحسن الخط فضلا عن تشويه الكتابة بكثرة الأخطاء الإملائية واللغوية وأعتقد أن هناك عدة عوامل أدت إلى فقدان هذه الملكة منها:

إفتقار المنهج الدراسي للنماذج التي يحاكيها الطلاب وقلة المحاكاة للنماذج التعليمية بالإضافة إلى كثرة استخدام التقنية

وأجزم أن أسباب الضعف حرمان اليد من القلم واستبدالها اللوحة المفاتيح مما أدي ذلك للضعف الكتابي وكذلك المعلم الذي لا يجيد الخط الحسن له دور وتأثير على ضعف هذه الملكة فالصغار في بداية تعليمهم إذا ما وجدوا معلما يحسن تعليمهم وتدريبهم بدءًا من مسكة القلم وانتهاء بالدربة والممارسة وكثرة المحاكاة كان له الأثر الكبير في تنمية مهارات الخط لدى الطلاب.

الخطاط سعيد لافي: يعود أسباب ضعف الخط العربي الى عدم التقيد بميزان الخط العربي والقواعد الأساسية في الخط وعدم ادراج مادة الخط كمادة أساسيه للطالب في المدارس وعدم متابعه المعلم لاكتشاف المواهب والمبدعين لتطوير مستواهم وتصحيح اخطأهم ساهم بشكل كبير بتدني مستواهم سواء في الإملاء او الخط

وإنما يجب على المعلم او أستاذ الخط شد انتباه الطلاب للكيفية التي يكتب بها الحرف من بدايته الى نهايته والالتزام بالقواعد الأساسية بالخط وممارسة هذا الخط كهواية لتنميتها وحث المتعلم على مشاهدة المبدعين من الخطاطين والهواه كغذاء بصري ليروا جماليات الخط العربي ومحاكاتهم لها في الكتابة حتى تتحسن لديهم مهارة الخط.

أما الأساليب والطرق لتحسين الخط:-

أولا: الجلسة الصحيحة وطريقة إمساك القلم بطريقه صحيحة والتدريب المستمر للنموذج المكتوب والتحلي بالصبر في الكتابه حتى يصل الى الدرجه المطلوبة في الخط والبدا بالخط الأقرب والأسهل تعلمه مثل:

خط النسخ، وخط الرقعة.

ونحن هنا لا نطالب المتعلم بان يكون خطاطاً مبدعاً فالخط موهبة وإنما نطلب منه محاولة الالتزام بقواعد الخط حتى يكون مقروءاً وثم التدرج في تعليم الخط وذلك يكون بحضور الدورات والورش التدريبية لما لها من اثر كبير على الخطاط والمتعلم في الاطلاع وزيادة المهارة الإبداعية في هذا المجال والوقوف على جميع الأخطاء التي يقع فيها وتصحيحها من قبل المعلم وفي النهاية يجب علينا كخطاطين إبراز هذا الفن وإبداعاته إلى جميع أقطار العالم لمشاهدته والتعرف على خطاطين الوطن العربي الى ما وصلوا إليه من الإبداع في شتى مجالات الفن التشكيلي.

الإعلامية عواطف الغامدي علقت بقولها: لكل تطور اجتماعي أثر سلبي يكون أحياناً ضئلاً وأحياناً ملحوظاً ومن الاثر السلبي للثورة الحاسوبية أواخر القرن الماضي أنه تم الاعتماد الكلي على البرامج المكتبية بالذات

( برامج أوفس وأهمها الوورد ) فلم يعد المرء يظطر للكتابة بيده في العمل حتى الخطاطين المتكسبين من الخط استغلوا الخطوط الموجودة في هذه البرامج للسهولة وسرعة الانجاز مما يحقق لهم دخلاً اكبر من هنا بدأ الخط بشكل عام ( العربي وخلافه ) يضعف تدريجياً ويبقى حكراً على المتذوقين له.

الخطاط إبراهيم العرافي معلم الخط العربي بالحرم المكي الشريف

ضعف الخط العربي بين جميع الفئات العمرية في مجتمعنا السعودي له عدة أسباب:

١- غياب المادة عن المنهج المدرسي.

٢- عدم تشجيع الوالدين لأبنائهم لتعلم حسن الخط.

٣ - دور المعلم في المدرسة ضعيف في توجيه مبادئ تعلم الخط من ناحية مسكة القلم السليمة والجلوس الصحيح والتشجيع المستمر المتعلمين.

٤- إسناد إدارة المدرسة هذا الفن لمعلمين غير مختصين.

٥- عدم متابعة الوزارة للمشكلة وهي ظاهرة سوء خط الطلاب في العشرين سنة المتأخرة وذلك لعدم وجود المتخصص العالم بهذا المجال ليفعل دور الاهتمام بتحسين الخط العربي لدى الطلاب والمعلم والمدرسة.

افضل الطرق والأساليب لتحسين الخط العربي

١- البحث عن المتخصصين في مجال الخط العربي وترشحيهم لدراسة أساليب تحسين مستوى الخط العربي لدى الطلاب والمعلمين.

٢-رسم منهج مشوق لمادة تحسين الخط العربي حسب وسائل الخط المناسبة والحديثة.

٣-آلية تدريب المعلمين على مستوى المناطق والإدارات التعليمية لمنسوبيها من المعلمين ومن ثم ينتقل الأثر لطلابهم.

٤- توفير أدوات الخط العربي والمناهج المناسبة لتحسين مستويات والمراحل التعليمية.

٥- إعداد فريق متخصص للوزارة لمعالجة تلك الظاهرة لمتابعتها لجميع الإدارات التعليمية في المملكة العربية السعودية.

معلم اللغة العربية فوزي محمد فوزي:تعتبر مشاكل الكتابة أمرا طبيعيا لدى الطالب في بداية ممارسته لها، لكن إن تواصلت المشاكل إلى السنة الدراسية الثالثة فيجب التوقف عند الأمر لدراسته ومعالجته حيث تتعدد مظاهر خلل الكتابة وسوء الخط وتختلف من طالب لآخر، ولكن يمكن الإشارة إلى مجموعة منها كثيرة المشاهدة لدى الطﻻب سيئي الخط، فمعظم كتاباتهم تحتوي على واحدة أو أكثر من الصفات التالية:

• اختلاف أحجام الحروف وعدم تناسبها والكتابة المقطعة (معلم = مع لم) والكتابة المقلوبة أو المعكوسة. وضعف الخط والإملاء عند الطلاب سببه؛ هو قلة ممارسة الكتابة بسبب الاعتماد على استخدام الأجهزة الحديثة الكمبيوترية، التي أصبحت تأخذ جزءاً كبيراً من وقت الطالب، وأصبح يعتمد عليها في التصحيح الإملائي وتفاقم المشكلة عندما كثر الإلقاء الشفهي وعدم تكثيف حصص التدريب على الكتابة والإملاء، ولاسيما في المراحل الابتدائية وقلة العناية بهما، سواء في المدرسة أو من الأسرة في المنزل؛ فنتج عنه ذلك الضعف؛ لأن التدريب على الكتابة والواجبات المنزلية يعطي الطالب فرصة أكبر للتدرُّب على الكتابة وترسيخها في ذاكرته. وﻻ ننكر أن القصور مشترك بين المعلم والطالب؛ لأن عدم الاهتمام بتصحيح الأخطاء الإملائية من معلمي جميع المواد الدراسية المختلفة؛ أدى لاستمرار تلك الأخطاء، كما أن عدم محاسبة الطالب على الأخطاء الإملائية في اختبارات المواد الدراسية المختلفة،فﻻ بد أن ندرك أن الخط متمم لـ(الإملاء) ففي الثاني تدريبٌ على الكتابة الصحيحة، والخط يجمِّلها ويحسِّنها.. ولتجويد الخط ننصح ولي الأمر بأن:يختار النماذج من العبارات السهلة التي يفهمها الأبناء، ولا يجدون صعوبةً في كتابتها، وأطلب منهم تقليد الخط ومُحاكاته وَفْقَ النموذج المقدم لهم. وتعلِّمَهم طريقة الجلوس الصحيحة عند الكتابة. وتنوِّعَ نماذج الخط المقدمة لهم، ويقومَ بشرحها، ويرشدَهم.وينتهز وقت تعليمهم الخط في غرس العادات الحسنة في نفوسهم كالنظام، والنظافة، وطريقة إمساك القلم.

معلم اللغة العربية عبدالله احمد هندي:يرجع ضعف الخط المصحوب بالاخطاء الاملائية لعدة عوامل منها على سبيل المثال لا الحصر: كثرة عدد التلاميذ داخل الفصل.

وكثرة أعباء المعلمين، ونقص الإمكانيات المتاحة،

وهناك عوامل ترجع إلى التلميذ نفسه، كالتردد، وعدم الثقة بالنفس، والخلط بين الحروف المتشابهة أو المتقاربة في المخارج.

إقتصار المحاسبة على الأخطاء الإملائية وسوء الخط على حصة اللغة العربية فقط وعدم تصويب الأخطاء مباشرة للتلاميذ في جميع المناهج والمقرارات.

ويمكن التغلب عليها: بالتدرب على رسم الحروف الهجائية حسب أشكالها مواقعها في الكلمة.

التدرب على إتقان رسم الحروف الهجائية من خلال الكلمات المختلفة.

تخصيص زاوية في غرفة الصف توضع فيها بعض المواد والأدوات التي يمكن استخدامها في الكتابة بالتعاون من الجميع غير غالية الثمن كـ ( العيدان الورق الرمل الصور الأقلام الطباشير الحصى السبورة الصغيرة.

التربوي والاعلامي أحمد سعد اليحيى يضيف قائلا:بلا شك أن ظاهرة ضعف الخطوط لدى النشء والطلاب والطالبات في مراحل التعليم العام تؤرق أولياء الأمور وكذلك رجال التعليم وأصبح الحل لها أمرا لا بد منه

وبالنظر الى الأسباب فعند التشكيل البنائي للتعليم الطفل من البداية للخط يتم بطرق غير صحيحة ليتشكل مع الطفل الخطأ في رسم الكلمة وينشأ معه

كذلك عدم الاهتمام بتجويد الخطوط في المراحل التعليمية الاولى من حيث التقييم على جودة الخط اضافة لعدم الاهتمام من جانب المنزل في ملاحظة ان الابن يعاني من الضعف في الخط ولا يتم تدارك ذلك بالمران على الكتابة والتشجيع ووضع ذلك ضمن برنامج الابن, وارى انه يجب حصر الطلاب الذين يعانون من المشكلة وإقامة برامج ودورات في المدارس ومتابعة النتائج وتعديل الخطط بناءً على النتائج.

تحدث الاخصائي النفسي سلمان الغامدي بقولة: من المعلوم أن الخط مهارة تعتمد على عدة أمور منها:

الجانب النفسي والذي له دور كبير في إبراز مانكتبه بشكل مميز وجميل أو بشكل سيء.

أيضا غياب المهارة فأصبحت المناهج تعتمد على الجواب المختصر بعباراته بدلاً من الجواب المقالي.

ومن الحلول المقترحة لمعالجة المشكلة

1. تخصيص مادة علميه مستقله تعنى بالخط وفنونه.

2. استخدام أسلوب التعزيز المادي والمعنوي.

3. الاهتمام بتعليم الأبناء بشكل صحيح.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store