Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

الشيخان (عبدالعزيز بن عثيمين ومحمد بن باز)!!

ضمير متكلم

A A
* من ضمن مبادرات المملكة لخدمة المسلمين قبول أبنائهم في منَحٍ دراسية في شتى العلوم لاسيما الشرعية، وكانت الجامعة الإسلامية وجامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة أم القرى هي الأبرز في هذا المجال؛ وللبحث عن الأفضل من الطلاب كان هناك لجان قبول من تلك الجامعات تزور الكثير من الدول؛ للتأكد من صحة الوثائق والمؤهلات، وإجراء مقابلات شخصية مع المُرشحين في بلدانهم.

* وكان هناك سؤال مُكرر يعتقد بعض أعضاء اللجان أنهم بالحصول على إجابته يُحددون تَوجّه الطالب ومعتقده وميوله الفكرية، ونَـصّ ذاك السؤال: مَن العلماء الذين تعرفهم وتثق بهم؟ طبعاً الطلاب المتقدمون تناقلوا السؤال بينهم، وفهموا جيداً المراد منه؛ ولذا كان اختيارهم لإجابة واحدة، وهي التي تريدها وتفرح بها اللجان في ذلك الوقت، وهي: (الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين) وكان ذلك في حياتهما، رحمهما الله تعالى. ومن المواقف الطريفة في هذا الباب التي نقلها لي أعضاء من تلك اللجان أن طائفة من الطلاب سمعوا ولم يفهموا، فاختلط عليهم الأمر فكانت إجابتهم: (أحبُّ جداً وأتابع «الشيخ عبدالعزيز بن عثيمين، والشيخ محمد بن باز)!.

* تلك الحكاية وذلك الموقف أتذكره وأنا ألاحظ أن بعض الأصوات الخارجية تحاول هذه الأيام البروز وتحقيق مكاسب شخصية من خلال زعمها دعم المملكة والدفاع عنها، وذلك من خلال التصريحات الإعلامية المتوالية بمناسبة أو بدونها، أيضاً هناك مَن يُظهر أنه يَعْقِد ندوات أو ملتقيات داعمة؛ لكنها في الحقيقة ضعيفة ولا أثر لها، ولا يحضرها إلا القائمون عليها، وكاميرات مُصَوريها!.

* تلك الممارسات يقوم بها أفراد وأحياناً مؤسسات، ومنها ما يسمى بـ»اتحاد علماء كذا»؛ وكلّ أولئك بداية لا أثر لهم أو تأثير؛ فهم فقط مثل «أولئك الطلاب» يبثون في إعلامنا ما يظنون أننا نريد سماعه؛ فهم لا يخاطبون مجتمعاتهم التي تحتاج لأن تصل لها الحقائق؛ بل الداخل السعودي المؤمن بقضايا وطنه؛ ثمّ إن بعض أولئك أحياناً لعدم الدراية أو الخبرة أو الاهتمام يأتون بأحاديث أو مخرجات ضررها أكثر من نفعها!.

* وهنا -وبعد الشكر الجزيل لكل مَن يدافع عن بلاد الحرمين بنية مخلصة- أرى أهمية أن يكون هناك لجنة أو هيئة في وزارة الإعلام بالتعاون مع غيرها من المؤسسات المعنية تراجع تلك الممارسات وتلك الاتحادات وتعاطي إعلامنا معها، فتضع لها محددات وضوابط تكون قادرة على فرز السّمِيْن عـن الغَثّ؛ حتى لا يكون اسم المملكة وقضاياها الصادقة عرضة للاستغلال من هذا أو ذاك؛ فالمحامي الفاشل ربما يجعلك تخسر قضيتك الناجحة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store