Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

لكُلِّ مثابرٍ نصيب.. مِن دأب النجيب!

الحبر الأصفر

A A
فِي الإبدَاع، يُؤمِن النَّاس أَنَّ الدَّفْقَة الأُولَى؛ أَو المسوَدّة الأُولَى، التي تَحمل خَربَشَات البدَايَة، تُعتبر ذَهبيَّة، ولَكنَّها تَحتَاج إلَى التَّنقيح، والتَّصحيح والمُرَاجَعَة، وقَد أَثبَتَت الأَيَّام، أَنَّ كُلّ مُرَاجَعَة مُفيدَة، وتَجعَل الإنسَان يُضيف شَيئاً جَديداً إلَى العَمَل، الذي أَنجَزه فِي المَرَّةِ الأُولَى..!

حَسنًا، إليكُم هَذه القصّة، التي كَتَبْتُهَا فِي نَاصيَة، عَلَى جِنَاح الطَّائِر الأَزرَق «تويتر»، حَتَّى نُطبِّقهَا عَلَى كُلِّ مَن يَعمَلون مَعي، وبإمكَانِكُم أَنْ تُجرِّبوها؛ مَع مَن يَعمَلون مَعكُم..!

تَقُول النَّاصيَة: (هُنَاك طَريقَةٌ فَعَّالَة؛ طَبّقتُها مَع كُلِّ مَن يَعمَلون مَعي.. إلَيكُم الطَّريقة: إذَا كَلَّفتُ أَحدَهم بعَملٍ، ثُمَّ قَدَّمه لِي فِي المَرَّةِ الأُولَى، قُلتُ لَه: أَنتَ تَستَطيع أَنْ تُقدِّم أَفضَل مِن هَذا.. وبَعد أَيَّام، يُقدِّم لِي العَمَل مَرَّةً ثَانيَة، فأَرفُضه وأَقُول لَه: أَنتَ باستَطَاعَتَك تَنفيذ العَمَل؛ بشَكلٍ أَجمَل وأَكمَل.. وبَعدهَا فِي المَرَّةِ الثَّالِثَة، إذَا أَحضَر لِي العَمَل قَبلته، وبَدَأتُ أَطّلع عَليه.. لِمَاذَا؟، لأنَّ كُلّ إنسَان لَديه قُدرَات هَائِلَة، ولَكنَّه لَا يَستغلّها.. وقَد تَعلّمتُ ذَلِك مِن شَيخنا الفَيلسوف «هنري فورد»، صَاحب شَركة فُورد للسيَّارَات، حَيثُ يَقول: «لَا يُوجد شَخص حَي؛ لَا يُمكنه فَعل أَكثَر مِمَّا يَظنّ؛ أنَّه قَادِرٌ عَلَى فِعله»..!

لقَد جَرّبتُ ذَلِك مَع نَفسي، ووَجدتُ أَنَّ مَخزُوني أَكبَر بكَثير؛ مِمَّا كُنتُ أَتوَقَّع)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: يَقول شَيخنا «المزني» صَاحِب «الشافعي»: (لَو عُرِض كِتَاب سَبعين مَرَّة، لوَجدنَا فِيهِ خَطَأ، وأَبَى الله أَنْ يَكون كِتَابٌ صَحيح، غَير كِتَابهِ العَزيز).. وهَذَا يَدلُّ عَلَى أَنَّ العَمَل؛ كُلَّما خَضعَ للمُرَاجَعَة، كُلَّما تَمَّت الإضَافَة إليهِ..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store