العَمَل بالمَعرِفَة مُفيد ومُثمِر، وهو يَفتَح للإنسَان كُلّ يَوم بَاباً، ومَع كُلّ قِرَاءَة؛ تَتولَّد أَكثَر مِن فِكرَة، وأَحيَاناً تَهجم عَليك خَاطِرَة مُنبَعِثَة؛ مِن بَين السّطُور التي تَقرَأهَا، وقَد تَكون هَذه الخَاطِرة مُفتَاحاً، يَفتح لَكَ طَريقَةً جَديدَة للتَّعَامُل مَع النَّاس..!
وحَتَّى نُقرن المَقَال بالمِثَال، إليكُم هَذه النَّاصيَة، التي كَتَبتُها قَبل أَيَّام، حَيثُ تَقول: (لَديَّ إيمَانٌ قَوي؛ بأنَّه إذَا جَلَسَتْ امرَأتَان لوَحدهمَا، فهُمَا فِي الحَقيقَة سِتّ نِسَاء، لأنَّ هُنَاك المَرأَة كَمَا خَلقهَا الله، وهُنَاك المَرأَة كَمَا تَرَى نَفسهَا، وهُنَاك المَرأَة كَمَا يَرَاهَا النَّاس.. وأَرجو أَنْ نَنتَبه إلَى هَذه الصوَر الثَّلَاث، لكُلِّ وَاحِد مِنَّا، لأنَّ صُورَتك عَن نَفسِك، لَيست صُورَتك عَن النَّاس، وقَد تَكون صُورَتك عَن نَفسِك؛ لَيسَت صُورتك الحَقيقيَّة.. وقَد نَبَّهنَا إلَى هَذا؛ شَيخنا المُفكِّر الأَمريكي «وندل هولمز»؛ حِينَ قَال: «إنَّ كُلّ إنسَانٍ مِنَّا؛ يَحمل ثَلَاثة أَشخَاص فِي صُورَةٍ وَاحِدَة، الإنسَان كَمَا خَلقه الله، والإنسَان كَمَا يَرَاه النَّاس، والإنسَان كَمَا يَرَى نَفسه»)..!
وسأَكون صَريحاً وأَقول: عِندَما قَرأتُ كَلَام المُفكِّر الأَمريكي «وندل»؛ تَعلّمتُ طَريقةً جَديدَة أَرَى بِهَا النَّاس، وكَم مِن مَرَّة ظَلمْنَا أَنفسنَا، برَفعهَا أَكثَر مِن مَقَامها، أَو إنزَالهَا أَدنَى مِن مَقَامِهَا، وكَم مِن مَرَّة أَيضاً ظَلمنَا الآخَرين، إمَّا مِن خِلال إعطَائهم أَكبَر مِن حَجمِهم، أَو النَّظَر إليهم بدُونيَّة هُم أَكبَر مِنهَا..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: أَرجو أَنْ تَنظروا إلَيَّ بعيُونٍ ثُلَاثيَّة الأَبعَاد، فأَنَا مُتعدِّد فِي شَخص، أَو كَمَا يَقُولُون 3×1..!!
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
