Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

ما خفي أحقر!!

A A
يعملُ في قناة الجزيرة القطرية مُذيعون من دولة فلسطين الواقعة حتّى تاريخه تحت نيّر الاحتلال الإسرائيلي البغيض!.

وكان المأمول من هؤلاء المُذيعين أن ينطلقوا مثل سهم الرامي المُنطَلِق من نشّابة قوسه ضدّ إسرائيل، وأن يُسخِّروا مواهبهم الإعلامية الفذّة لنُصرة بلدهم الذي يئنّ منذ عقود تحت الجِراح، لكنّهم للأسف باعوا بلدهم وقضيتهم العادلة ومبادئهم بثمنٍ بخْسٍ دراهم معدودة، وتفرّغوا لتنفيذ أجندة القناة القطرية التي يوجد فيها بند واحد فقط هو تقويض الاستقرار في الدول العربية، خصوصاً المملكة ومصر والإمارات والبحرين التي تتصدّى لإرهاب النظام القطري وقناته الحقيرة!.

ومن هؤلاء المُذيعين: تامر المسحال، مُقدِّم برنامج «ما خفي أعظم»، وهو في الحقيقة «ما خفي أحقر»، وهو ابن قطاع غزّة المُحاصَر من إسرائيل، وقد تلقّى تعليمه هناك في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) التي تعرّضت كثيراً للقصف العنيف من طائرات الاحتلال الإسرائيلي، وهذا في حدّ ذاته يجعله فيما لو كان إعلامياً سوياً أن يُنذِر ما تبقّى من حياته لخدمة بلده فلسطين إعلامياً حتّى لحظة تحريرها، لكنّ الذي حصل هو تحويله مُؤشّر الخدمة المُنتظرة ضدّ الدول العربية المُقاطِعة للنظام القطري بدلاً من إسرائيل، وأبدع في نشر الأكاذيب عنها بطريقة الأسرار والألغاز التي انتهجها المخرج العالمي «هيتشكوك» في أفلامه، ولعلّ خير مثاليْن هما حلقتا برنامجه عن الإعلامي الراحل جمال خاشقجي، يرحمه الله، وعن أحداث الفتنة التي أشعلتها إيران في البحرين قبل سنوات بين الحكومة والشيعة، وكادت تنجح لولا فضل الله ثمّ تدخّل قُوّات درع الجزيرة بقيادة المملكة العربية السعودية!.

والمسحال بالمناسبة ليس وحده، فهناك غيره من المُذيعين والمُذيعات الفلسطينيين، مثل جمال ريّان وسلمى الجمل وغيرهم، ممّن سقطوا على أمّ رؤوسهم في فخّ القناة القطرية، وأصبحوا أدوات رخيصة لديها، وعتاداً مُبتذلاً عندها، تأمرهم ضدّنا فيُطِيعون، وتحرّضهم علينا فيمتثلون، وتوجّههم فيُعِدُّون ما تشاء من برامج ومقابلات خبيثة حولنا، ونسوا فلسطين التي هي فلسطيننا وليست فلسطينهم وربّ الكعبة، ونسوا القدس الشريف، والمسجد الأقصى، وصخرة المعراج، وموقع الإسراء، وحائط البُراق، وأرض الجبابرة التي بُورك فيها وفيما حولها، والتين والزيتون، وبرتقال حيفا، وعشرات الأنبياء المدفونين في فلسطين، وغزّة التي دُفِن فيها الجدّ الثاني للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، هاشم بن عبد مناف، وآثروا القيام بالسهل الحرام على الصعب الحلال، ألا وهو قبْضُ رُزَمٍ من مال الغاز القطري، مقابل حِفْنة أوامر كراهية من قناة تميم وحمد أُسْ ٢ للتنفيذ الكامل بحذافيرها، مع الذُلّ والهوان والانصياع، وحقاً ما خفي أحقر!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store