Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

هل إصلاح التعليم يبدأ من اللائحة التعليمية؟

A A
منذ ثلاثة عقود وقيادتنا تسعى جاهدة لإصلاح نظام التعليم في المملكة، ومن أجل ذلك قدمت له الكثير من الدعم المالي والمعنوي لكل القيادات التي تولت أمره خلال تلك الفترة، ولكن للأسف الشديد لم توفق تلك القيادات في تحقيق هذا الهدف السامي والهام إما لضعف البعض منها أو لتيارات فكرية عصفت بكل ما يقدم له في فترة من الفترات، أو لعدم التوفيق في تطبيق بعض التجارب التعليمية أو لضعف البنية التحتية للكثير من عناصر العملية التعليمية. ولعل أحدث ما قامت به الوزارة في مجال تطوير هذا النظام هو القيام بتعديل اللائحة التعليمية وهذا ما تم قبل عدة أسابيع، وقد واجه هذا التعديل الكثير من علامات الرفض من المعلمين أنفسهم. ولعلي هنا أتقدم إلى معالي وزير التعليم فأقول إن هذه اللائحة التي أرى أن لها بعض المحاسن كتحفيز المعلم المجتهد ومساءلة المقصر بغرض تحسين المخرجات، فهل يرى معاليكم أن ضمور المخرجات التعليمية يعود الى اللائحة التعليمية بدرجة كبرى، أي بمعنى أنها تحتل الأولوية في درجة الاهتمام، أم إن المسألة تعود إلى الرغبة في الترشيد المالي الذي أراه مهماً ولكن له جوانب أخرى قد تكون أكثر أهمية وهو الهدر المالي في مجالات أخرى وخاصة في أعلى الهرم الإداري.

إن التعديل مهم ولكنه لن يحل المعضلة الكبرى وهي ضمور المخرجات التعليمية، لذا فالأمر يحتاج أولاً تحديد الأولويات في عملية الإصلاح والتطوير حيث يستوجب أولاً إصلاح وتطوير الأنظمة واللوائح والطرائق في كليات التربية التي تتولى إعداد المعلمين والتي أراها قاصرة وبدرجة عالية ولا تقوم ولو بجزء يسير من عملية الإعداد للمعلم، ومن يواجه المعلمين الجدد يعلم حجم تلك المشكلة، وهذا ما لمسته شخصياً إبان عملي في مسارب التعليم. ثم يلي ذلك إعادة صياغة مكونات السياسة التعليمية من غايات وأهداف ولوائح وأنظمة فهي متقادمة جداً، ثم يلي ذلك الاهتمام بالمباني التعليمية وتوفير كافة متطلباتها وتجهيزاتها والقضاء على المباني المدرسية المستأجرة والمتقادمة، ثم يلي ذلك تجديد الدماء في القيادات التعليمية، وكم أتمنى الإفادة من خريجي البعثات الذين كلفوا الدولة المليارات من الريالات ثم عادوا ليبحثوا عن عمل في القطاع الخاص بعد أن وجدوا القيادات المتجذرة تحمي أماكنها، ثم يلي ذلك في سلم التطوير تعديل اللائحة التعليمية لتحفيز المعلم المجد ومساءلة المعلم المتهاون والترشيد المالي ويقيني أن الوزارة لن تستطيع الاستغناء عن أي معلم حتى لو لم تتحقق لديه المعايير المطلوبة لأسباب لا أتعجل في ذكرها وسترون ذلك.

والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store