Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حليمة مظفر

الأخلاق «السعودية» رغم الحرب والإرهاب القطري!

A A
«أكو مثل السعودية وناسها»، قالتها مُسنة عراقية بعفوية أثناء إنهاء إجراءات دخولها لأداء مناسك الحج، كما جاء في خبر نقلته العربية نت؛ والحقيقة التي لا تحجبها الشمس؛ والعدو والحاسد فقط يتعامى عنها هي الأخلاق السياسية الرفيعة للمملكة العربية السعودية، التي لا تتبدل في السِلم عنها في الحرب، ولا تغيرها المواقف ولا الحوادث العدوانية ضدها؛ وثابتة كمبادئ إسلامية إنسانية في كيانها منذ التأسيس.

إن الحرب التي بدأت منذ 2015 على عصابة إيران الشيطانية في اليمن لم تُؤثر على حياة الأشقاء اليمنيين ممن يعيشون بيننا في السعودية قبل الحرب وبعدها؛ ومؤخراً جاء التوجيه الملكي بتجديد تأشيرة زائر لليمنيين القادمين بعد الحرب لستة أشهر إضافية، ووصل عددهم ستمائة ألف يمني تقريباً بجانب مئات الآلاف من المقيمين النظاميين يتمتعون بكافة الخدمات التي يتمتع به السعوديون؛ فهل رأيتم من قبل دولة تنهض بحرب مع دولة أخرى، وتستضيف أبناءها ويعيشون فيها مطمئنين؟، ترى ذلك في السعودية، ناهيكم عن أعمال مركز الملك سلمان للإغاثة وما يقدمه من مساعدات إنسانية لليمنيين تقدر بالمليارات.

ومنذ أيام جاء توجيه خادم الحرمين الشريفين والدنا الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- بتخصيص رابط جديد لطلبات الأشقاء القطريين لأداء الحج بعد حجب حكومة قطر الروابط بشكل مستمر منذ المقاطعة منعاً لحجاجها من أداء الفريضة؛ ويأتي هذا الحرص السعودي أيضاً بالرغم من تورط قطر بالإرهاب ورؤية من تدعمهم من الإخونجية عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي محرضين ضد السعودية ويدعمون الإرهاب ضد حجاج بيت الله؛ حتى إعلامها المتمثل في قناة الجزيرة المنغمسة في الإرهاب تؤكد هذا التحريض بتأييد صواريخ الحوثيين الإيرانية التي تصيب السعودية للنيل من حياة المدنيين في جازان وأبها ونجران والرياض؛ ولا تتحرج من تأييدها بضرب مكة المكرمة عدة مرات لكن -ولله الحمد- يقظة رجال الدفاع الجوي والجيش السعودي تصدت لها جميعاً وما تزال.

أما إيران فحكاية أخرى، فبالرغم من العدوانية والجرائم التي تنفذها ميليشياتها ضد السعودية؛ إلا أن الأخلاق السعودية الرفيعة لم تتردد للحظة في التجاوب مع استغاثة سفينة إيرانية مشبوهة عدوانية لإنقاذ إيراني من أفراد طاقم السفينة التي ترسو شمال غرب ميناء الحديدة، بعد إصابته وتدهور صحته على متنها؛ فأنقذته السعودية وأخلته جوياً إلى مستشفى جازان العسكري وقدمت له الرعاية الطبية اللازمة، ناهيكم عن إحسان المعاملة للأسرى اليمنيين ممن يقعون في قبضة قوات التحالف الذي تقوده السعودية. هذه هي أخلاقنا في الحرب فما بالكم كيف ستكون مع ضيوف الرحمن؟ ومنهم الإيرانيون الذين وصل عددهم السنة الماضية لأكثر من 85 ألفاً كانوا ضمن مليوني حاج قدموا من أنحاء العالم، ووجدوا مثلهم مثل غيرهم ذات المعاملة والخدمة والرعاية التي حبانا الله تعالى وشرفنا بتقديمها دون أي تمييز، رغم التجارب الإرهابية التي سجلها التاريخ وما تسبب فيه الحجاج الإيرانيون من حوادث سابقة أثناء أداء الحج، مع ذلك أخلاق السعودية لم تتغير ولم تتبدل وتؤكد عليها في جميع مواقفها السياسية المعروفة منذ عقود بجميع الملفات التي تهتم بها في العالم العربي والإسلامي والدولي.

وليس ذلك بغريب؛ فالأخلاق السعودية الإنسانية راسخة كجبال طويق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store