Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

أزمة قبول الجامعات.. تُؤرِّق الشبَّان والفتيات!

الحبر الأصفر

A A
لَدينَا مُشْكِلات تُسمَّى المُشْكِلَات المُوسميَّة، وهي تَظهَر فِي بِدَاية كُلّ موسِم، ومِن أَهمِّ هَذَه القَضَايَا، قَضيَّة القبُول فِي الجَامِعَات، وهي قَضيَّة بقَدْر مَا تَطرَح المُشْكِلَات، تَطرَح مَعهَا الأَسئِلَة، ومِنهَا:

* لِمَاذَا تَتكرَّر أَزمة القبُول فِي الجَامِعَات كُلّ عَام..؟!

* هَل مِن المُفتَرَض؛ أَنْ يَلتَحق بالجَامِعَة، كُلّ طَالِب تَخرَّج في الثَّانويَّة..؟!

* هَل العِلْم والوَظيفَة لَا يُمكن الحصُول عَليهمَا؛ إلَّا عَبر مَضيق؛ لَيس «هُرمزيًّا» بَل جَامِعيًّا..؟!

* وأَخيرًا، هَل يَجب عَلَى الجَامِعَات أَنْ تَحتَوي جَميع الطُّلَّاب، لَيس مِن أَجل تَأهليهم للوَظَائِف، بَل مِن أَجل تَزويدهم بأَدَوَات المَعرفَة..؟!

إنَّني أُقدِّر وأَحتَرم تِلك الجهُود؛ التي يَبذلهَا مَعَالي وَزير التَّعليم، مِن خِلَال عَمله الدَّؤوب؛ رَغبَةً فِي تَطوير التَّعلِيم؛ بمَرَاحله كافة؛ لِذَلك أَتمنَّى عَليهِ أَنْ يَجدَ الحلُول الجَذريَّة، لمُشْكِلات القبُول السَّنويَّة..!

وقَبل أَن أغلق المَقَال، دَعوني أَنشُر رِسَالَة؛ وَصلَتنِي مِن فَتَاةٍ كَتَبَتْهَا بحُرقَة، وسَمَّت نَفسها «أَميرة الكَون»، وهِي تَبحَث عَن حَلّ، وهَا هي رِسَالتهَا:

(ثَلَاث سَنوَات مِن المُعَانَاةِ والأَمَل، ومَازَال حُلم الحصُول عَلَى قبُول؛ مِن إحدَى الجَامِعَات قَائِمًا، ومِثلي صَديقَات كَثيرَات، تَبدَّد لَدينَا حُلم الجَامِعَة، وحَلّ مَكَانه كَابُوس مُرعب، فكُلَّمَا تَقدَّمنا بطَلبِ الالتحَاق بالجَامِعَة؛ لإكمَال دِرَاستنَا، تَحطَّمَت آمَالنَا وطمُوحَاتنا؛ عَلَى صَخرة رَفض الجَامِعَات..!

مَثلاً: ذَهبتُ -ذَات مَرَّة- إلَى جَامعة المَلك عبدالعزيز، لَعلَّهم يُشفِقُون عَليَّ، ويَقبلُونَني فِي أَي كُليَّة، لَكن فَاجَأتنِي إحدَى مَسؤولات القبُول؛ بأنْ سَأَلَتنِي: هَل أَنتِ مُتزوِّجَة؟ فقُلتُ لَهَا: نَعم. فقَالَت: ولِمَاذَا تُتعبين نَفسك بالدِّرَاسَة؟ أَنتِ مَحظُوظَة لأنَّ لَكِ زَوجًا يُنفِق عَليك، ويُريحك مِن هَمِّ الدِّرَاسَةِ والعَمَل..!

هَل يَليق أَنْ يُقَال هَذا الكَلَام، التي قَالته لِي تِلك السيِّدة؟ أَليس مِن المُحبِط أَنْ يُضطر الإنسَان إلَى الاستسلَام؛ أَمَام تَضَاؤل خيَارَاته، وتَقلُّص أَحلَامه، والتَّنازُل عَن مُستقبَلهِ قَسرًا؟ هَل يَجب أَنْ يُقَايض الإنسَان هَدفه الأَسمَى فِي الحيَاة، رضُوخًا لتَبدُّل الأَولويَّات..؟!

هَذه الأَسئِلَة أُوجِّهها لكُلِّ مَسؤول، يَستَشعِر أَهميّة دور الشَّبَاب؛ فِي بِنَاء وخِدمة الوَطَن، وأَتمنَّى أَن يَجد قَلبًا رَؤوفًا؛ يُنهِي مُعَانَاتنَا المُستمرَّة مُنذ ثَلَاث سَنوَات).. انتَهَت!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: يَا أَهل التَّعليم، هَا هِي الأَسئِلَة حَول الجَامِعَات، وهَا هِي المُشكِلَة فِي القبُول، التي تَتكرَّر طُوَال السَّنوَات المَاضِيَات، وهَا هِي رِسَالة النَّاطِقَة باسم الفَتيَات المسكينَات.. أَتمنَّى مِنكم النَّظَر فِيهَا، ومُعَالجتهَا، فأَنتُم أَهل لكُلِّ الحلُول والنَّجَاحَات..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store