Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

عبدالرحمن الشبيلي.. مَرَّ من هنا!!

A A
أعرف كثيرين باسم عبدالرحمن، وبعضهم تربطني بهم صداقة راسخة، ولكن د. الشبيلي الذي أتحدث عنه اليوم ليس صديقًا فقط! تعامله مع كل من عرفه، يجعلهم يغرقون فيه، ولا ينجو من طوفان حبه أحد أبدًا.

قصته قصة حب خالد، وصدق متناهٍ مع كل من عرفه.. إنها قصة بليغة مشبّعة بالحب لكل من قابله يومًا.. قصته لا تحتاج الى استعارات أدبية ومجازات.

الشبيلي رجل أطلق العنان لحب الناس، إنه كائن سحري، يطير بأشواق علوية، يحلق عاليًا بأقصى أجنحة التسامي الإنساني حتى لا تكاد ترى إلا (عبدالرحمن الشبيلي).

شاء الله أن ينعم بعطائه الجميع، وأن يسجل قصة بذل يرويها القاصى والداني، تجعل منه شعاعًا يلمع في مكان ما، ثم يمضى إلى مكان آخر، ناشرًا الضوء، حافرًا عبارة «عبدالرحمن الشبيلي مر من هنا» أينما كان وحيثما وجد.. رجل يعمل في الليل كما يعمل في النهار، مثل شاعر يصوغ قصيدة خالدة.. تقابله في المؤتمرات الداخلية والدولية، محتضنًا تلك الأوراق والكتب التي نقشت بحروفه وحروف غيره، فيمنح تلك الأوراق دفء روحه لتتوقد بها شموع المكان والزمان معاً.. وأنت تتابع نشاطاته تستنشق رائحة الحبر الصادق في حروفه، ثم تشاهده فتتعلم منه أناقة الحديث والصبر على العمل.. التقيت به مرة في مدينة عنيزة وهو يحمل سيرته الذاتية «مشيناها» وأطلعنا على تصحيح النسخة الثلاثين، وكأنه يبحث عن رائحة قلمه، ويستمر في الحديث عن تلك السيرة الثرية، وفجأة ينطق بجمله واحدة، «ربنا يقدرني لأنهي هذا الكتاب».. أفكر في كل ذلك، وأسحب نفسًا عميقًا، أذهب الى عالم (الشبيلي)، الذي استطاع اختزال معنى الحياة، في سيرة كان أولها الحلم، وأوسطها العطاء، وآخرها حبًّا لا ينتهي، وذكرًا لا ينقطع.

رحم الله صديقنا الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، وأعان رفيقة دربه وابنتيه اللائي عرفتهن معجونات بالنبل والحب والعطاء.

لقد ترك فينا الشبيلي فراغًا لا تملؤه غير ذكراه، وسيبقى الحنين إليه حيثما يمَّمنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store