ربما تحصل على وظيفة لطالما حلمت بها، لكن مديرك لا يسمح لك باستخدام إمكاناتك كاملة والإبداع في عملك.. إذا كان مديرك يصر على مشاهدة كل خطوة تقوم بها وإخبارك بما يجب القيام به وكيف ومتى يتم ذلك، فمرحباً بك في مؤسسة المدير الدكتاتور.. تعتبر إدارة تفاصيل العمل مع كل موظف وبشكل يومي علامة على مدير مهووس بالتدخل في تفاصيل الأعمال التي يقوم بها موظفوه، فالمدراء يتم تعيينهم من أجل الإشراف على العمل، كما أنهم مصدر أساسي وهام لحل مشاكل العمل اليومية.
وفي كثير من المؤسسات التي تدار من قبل مدراء غير مهنيين، هناك أشخاص يقومون بدور التطبيل للمدير، وهنا تلعب المحسوبية دوراً كبيراً في ترقية بعض الموظفين الذين لا يستحقون الانتقال إلى مراكز أعلى، مما يشيع جواً من الإحباط بين الموظفين الذين لا ينظرون باحترام لأولئك المدراء، وهذا النوع من المدراء يقومون في الحقيقة بصناعة صراعات وظيفية ومهنية عن دراية وعدم اكتراث أو جهلاً بالعواقب التي تترتب على سلوكياتهم تلك.
من ناحيةٍ أخرى، هناك المدراء الذين لا يثقون في موظفيهم فيتسللون من خلفهم، ويراقبونهم، ويتلصصون على حواراتهم الجانبية، بل وربما يقرأون قصاصات الورق التي يتركها الموظفون على مكاتبهم، ويراقبون البريد الإلكتروني الخاص بالموظف، وشاشة جهاز الكمبيوتر عن بعد، ويطرحون الأسئلة على الزملاء حول تحرك الموظف بعيداً عن مكتبه، وتنم هذه السلوكيات عن أمراض نفسية أكثر من كونها ممارسات تتعلق بحرص أولئك المدراء على سير العمل بشكل جيد.
أما المدراء الذين تقف كلمة «شكراً» في حناجرهم ولا يستطيعون نطقها فلا شك أنهم كثيرون في مئات المؤسسات حول العالم، وهم لا يدركون أهمية التقدير عندما يقوم الموظفون بإنجازٍ ما في مصلحة المؤسسات التي يديرونها.
وبوجه عام، تظل العلاقة بين المدراء والموظفين علاقة يكتنفها الكثير من المتناقضات التي يتسبب بها في المقام الأول المؤثرات السلوكية الفردية حيث تتنوع وتختلف سلوكيات الأفراد وتؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الممارسات الإدارية بمختلف أنواعها، ففي نهاية المطاف يقوم الكثير من الموظفين بالانتقال من مؤسسات يعملون فيها إلى مؤسسات أخرى، وفي كثير من الأحيان لا يكون السعي وراء راتب أفضل هو السبب بقدر ما يكون التخلص من مدير كريه هو السبب الرئيسي لذلك الانتقال.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
