Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

المديرون.. وفصل الموظفين

A A
بعض المدراء قد لا يعجبه أحد الموظفين سواء لعدم كفاءته وتهربه من المسؤولية أو ضعف إنجازه أو أن فريق العمل دائم الشكوى منه أو فقط لأنه لم يدخل مزاجه أو لغيرها من الأسباب الأخرى التي تجعل المدير غير راغب في استمرارعمل ذلك الموظف ويسعى للتخلص منه في أقرب فرصة.

مثل هذه الأمور قد تحدث أحياناً في بيئات العمل بين بعض المدراء وبعض الموظفين ولكن بعض المدراء ومع رغبته الجامحة في التخلص من ذلك الموظف وحرصه على فصله بأسرع وقت ممكن فإنه لا يبالي بوضع ذلك الموظف وقد يرتكب بعض الأخطاء الجوهرية والنظامية والتي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على المدير بشكل خاص والمنشأة بشكل عام وكذلك على حالة الموظف وفي مقدمة تلك الأخطاء تجاهل بنود عقد العمل والذي يعد المرجع بين الطرفين في حال لجوء الموظف إلى جهات قضائية.

بالأمس نشرت وسائل الإعلام خبراً يفيد بقيام إحدى الشركات بتطوير برامج تدريب للشركات الكبرى باستخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي عبر تطبيق يتيح للمديرين والمسؤولين التنفيذيين في الشركات التدريب على مواقف إبلاغ الموظفين بالاستغناء عنهم وغير ذلك من المواقف الإدارية الصعبة من الناحية الإنسانية، ويعتمد التطبيق على استخدام شخصية افتراضية تجسد شخصية الموظف الذي سيتم إبلاغه بالاستغناء عنه أو نقله للعمل في مكان آخر وردود الفعل المختلفة الممكنة، ومثل هذا التطبيق يتيح مساحة مهمة للمدراء والموظفين للتدرب على مثل هذه الخطوة الحاسمة والحرجة والتي تعتبر مفترق طرق بين الموظف والمدير والمنشأة التي يعمل فيها.

على المدراء وقبل أن يبادروا بإصدار قرار بفصل وإنهاء خدمات بعض الموظفين أن يتعاملوا مع هذه القضية بشكل إنساني وحساس مع حرصهم على التعامل معها بشكل نظامي وقانوني، فقضية فصل موظف قضية جوهرية وليست ثانوية بل إنها في بعض الأحيان تكون مصيرية للموظف، فلكل موظف ظروفه الاجتماعية الخاصة، وقد لا تنحصر القضية في إنهاء الخدمات ووقف الدخل الشهري عنه بل قد يكون فيها الكثير من الآلام النفسية والصدمات الشخصية والتي تتطلب التأني والرفق وإبلاغ الموظف بأسلوب مهني محترف فيه رقي وإنسانية تساهم في تخفيف حدة مثل هذا القرار على الموظف.

لا يغتر المدير بمنصبه ولا تأخذه العزة بالإثم في تجاهل مثل هذه الأمور النفسية والإنسانية وعدم مراعاتها والتسرع في اتخاذ مثل هذه القرارات والتي قد يكون بعضها غير منصف فالأيام دول وكما تدين تدان، وما أجمل أن يترك الإنسان السيرة الحسنة بينه وبين الآخرين وإن كان ولابد من القيام بمثل هذا الإجراء فليكن بالحسنى وبالتسوية وبالتقدير وحفظ المكانة والوفاء للآخرين وتوديعهم مع المحافظة على كرامتهم والذكرى الطيبة معهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store