Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

التطور الشخصي!!

A A
كنتُ قد بدأت قبل فترة باستخدام العصف الذهني بمشاركة مَن حولي، وذلك عند الشروع بكتابة مقال اجتماعي، أو حول أي من الظواهر الاجتماعية التي تمر بنا، فالمشاركة مع الآخرين أعطتني دفعة لفكرة المقال، وربما ساعدتني على توليد الأفكار معهم من خلال التحفيز والتنشيط للعقل، ليس فقط لكشف المشكلة، بل أيضاً للوصول إلى حلولٍ منطقية يمكن تطبيقها، ومن خلال المشاركة، اكتشفت أن الأمثلة السلبية التي تُطرَح من خلال التجربة الشخصية؛ قد تكون أحياناً أفضل من الأمثلة الإيجابية في وصول المراد للمتلقِّي، ولكن هذا الأمر أيضاً يحتاج إلى أن أُتابع البحث والتحري الشديد؛ حول أي موضوع أتناوله، حتى يكون المقال متطوراً، يُواكب تطلعات مَن يقرأه.

كل شيء من حولنا يُواجه التطور السريع، ولا يمكن أن نغفل ما يحدث من تطور في شتى المجالات، ولعل بعض الناس يغلب عليه ظنّه بأن التطور تلقائي يصيب الجميع، ولكن الأمر هذا ليس صحيحاً مطلقاً، لأننا إذا لم نتحمَّل مسؤولية تطوّرنا، فإننا لن نتطوَّر، وكما يقول البعض عن الذي بدأ مشواره من القاع، ويبدو أن الأمر أعجبه، فبقي فيه ولم يتحرك، وهناك البعض الذي يظن أن التطور يأتي من المعلومات، وصدقاً أن العقدة الوحيدة التي تعترض التطور هي توهُّم المعرفة، التي لا تُفيد صاحبها ولا مَن حوله، والبعض الآخر يعتقد أن التطور يأتي بالخبرة، عندما يفشل الرامي في إصابة الهدف، يعود ليبحث العيب في نفسه، فيُطوِّر من نفسه وقدراته التصويبية، وأن مَن يعتقد أن التطور ينبع ببساطة من الخبرة المكتسبة، هو مثل الرامي الذي يُواصل إطلاق سهامه، متخطياً الهدف المطلوب منه.

نشعر بالندم لأي أمر، عندما نُدرك حقيقة ما كان بإمكاننا أن نُحقِّقه، والفرص التي أضعناها خلال حياتنا، ولم نتعامل معها بما تستحق، وذلك لأننا لم نكن نهتم بتطوير أنفسنا بما تستحق؛ لمواجهة الحياة، بعيداً عن الندم وفوات الأوان، ولعل هذه الأسباب تُعلِّل أهمية التطور لنا، أولاً الموهبة التي تفتقر للتطور، تؤدي إلى انعدام الفعالية، لأن الموهبة لا يمكنها الاستمرار للأبد، دون مواكبة من التطور لها.. ثانياً التطور: يحول دون الركود الشخصي والمهني، فلا نكون حبيسين لأحد جوانب حياتنا، فنتوقف عن إحراز أي تقدُّم، وهنا نحتاج إلى جعل التطور الشخصي أحد أهدافنا الشخصية، ونكتشف أساليب جديدة لمواجهة الحياة الشخصية والعملية.. ثالثاً التطور الشخصي يؤثِّر على تطور عملك، فلا يمكن أن يتطور عملك دون أن يُواكب ذلك تطوُّرك الشخصي، وإذا أردت إنجاز المزيد، يجب أن تكون أفضل مما أنت عليه، وأخيراً لا يمكننا تحقيق أقصى إمكانياتنا؛ إلا من خلال التطوير المستمر، وإلا سنظل في أماكننا دون أي تقدم يُذكر، مُتعلِّقين بآمال دون أي مكاسب.

خلاصة القول:

إن التطور الشخصي هو الأداة الوحيدة التي يمكن استعمالها في أي زمان، وفي كل مكان، لمواجهة الحاضر والمستقبل.. فاغنم زمانك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store