Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

إعلامنا: استنبات الحقيقة في تربة الآخر!

شذرات

A A
تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قصير يرسم الصورة الحقيقية لرجل الأمن السعودي، ويدحض تلكم الصور المزيفة التي روَّجتها أفلام هوليود.. سابقاً!.

يبدأ الفيديو بالصورة والصوت التعليقي بلسان أمريكي محض فيقول:» في عالم أفلام هوليود، هكذا يتم رسم صورة الشرطي الأمريكي: رحيم، عطوف، بطل ومنقذ للبشرية...

وفي نفس عالم الأفلام، هكذا يظهر الشرطي السعودي: مجرم، إرهابي، عديم الرحمة!!..» ويتساءل المعلق ذو الصوت الجهوري: «ولكن، هل هذه هي الحقيقة في العالم الواقعي؟» ويضيف:» في كل عام يأتي مليونا حاج إلى السعودية لأداء الحج، يجتمعون في مكان صغير، أناسٌ من كافة أنحاء العالم، ينتظر الجميع تلك اللحظة بإحساس تملأه السعادة، قد يكون بعضهم مريضاً، ضعيفاً، أو عجوزاً، في تلك اللحظة تلتقط الكاميرات حقيقة الجندي السعودي، بعيداً عن زيف الأفلام، وفي كل عام يتكرر المشهد، يحمل الجنود السعوديون كبار السن على ظهورهم لمسافات طويلة ويحملون السيدات، كما يُحمل الملوك قديماً، ويساعدون الأطفال بسعادة ورحمة، يعالجون المرضى، وأحياناً قد يتعرضون للإصابات والكسور، ولكن هذا لا يوقفهم قط عن أداء عملهم، بل وأكثر من ذلك، فرغم الحر الحارق، يحاولون تخفيف وطأة الحر عن الحجاج دون النظر الى العِرق أو اللون أو المنصب، كل تلك الأفعال استمدُّوها من الإسلام، ولهذا ترى الرحمة في أجمل أشكالها..

هل يعلم العالم عن ذلك؟، إذن دعهم يعلموا الآن، دعهم يعلموا أن الحقيقة لا يخفيها المال أو حملات التشويه».. انتهى.

هنا ترتسم أمامنا أكثر من علامة استفهام!، فرغم الجهود الكبيرة المبذولة من إعلامنا لنقل الصورة الحقيقية لبلادنا إلا أن أغلب ما يتم بثه أو نشره موجَّهٌ الى الداخل، وهذا ينادي بضرورة وضع إستراتيجيات واضحة لتفعيل دور إعلامنا الخارجي، ليتم من خلاله نقل الصورة الحقيقية عن هذه البلاد المباركة وما تحمله للإنسانية جمعاء من رسائل نبيلة هدفها بث السلام والمحبة والوئام في كل أنحاء المعمورة.

نعم، لا بد من تفعيل دور هيئة الإعلام الخارجي في ظل التحديات الدولية والهجوم الشرس الذي تنضح به النفوس المغرضة التي تبث أحقادها على بلادنا وتنفث سمومها في كل مكان، يقود ذلك دول إقليمية ليس لأنظمتها هاجسٌ إلا تشويه صورة بلادنا وإظهارها بمظهر العاجز، من أجل تصدير أيدلوجيا خاصة بهم وتحقيق أطماع طالما راودتهم، يدفعهم الى ذلك عُقَد متراكمة من النقص المركَّب الذي يحاولون بسببه -مستميتين- النَّيلَ من بلادنا وقيادتها وأبنائها.

لعل إعلامنا الخارجي يعيد استنبات الحقيقة في تربة الآخر ليتواكب ذلك مع الحراك الداخلي في بلادنا التي طال التغييرُ فيها كلَّ المجالات البنيوية والتنموية والتطويرية وأصبحت معه محل الأنظار.

كل ذلك ينادي بابتكار وسائل جديدة لنقل حقيقة منجزنا إلى الآخر وبلغاتهم الأم، وتأصيل ذلك في ثقافتهم عبر عمل مشترك مع المؤسسات السيادية والإعلامية في تلك الدول هدفه إظهار تلك المخرجات المشرِّفة والتي لا تسعى الدولة من خلالها الا لنشر الخير والمحبة والسلام.

(وقل اعملوا فسيرى اللهُ عملَكم ورسولُه والمؤمنون).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store