Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

سلمان ملك الإنسانية.. وقيم التعايش والتسامح

A A
في لفتة انسانية تجاوزت حدود الكرم الطائي إلى الكرم السلماني تكفل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- بنفقات الهدي لجميع الحجاج المستضافين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين لحج هذا العام والبالغ عددهم (6500 حاج وحاجة) من مختلف قارات العالم.. وإذا تمعنَّا في هذه اللفتة نجد أن الكرم السلماني الذي استضاف حجاجاً من فلسطين، وأسر شهداء مسجدي حادث نيوزيلندا، وحجاجاً من السودان، وأسر ذوي الشهداء من الجيش الوطني اليمني... وغيرهم عبر 79 دولة حول العالم تبين لنا أن إنسانية هذا القائد الذي استشعر كيفية تضميد جراح أولئك المضطهدين وكيف يمحو آلامهم ويدخل السعادة في نفوسهم وهذا ما عرف عنه بمحبته وعطفه على جميع شعوب العالم الإسلامي..

وبالنظر إلى هذه اللفتة الانسانية نجد مبادئ التسامح والتعايش قد أطَّرتها لتكون أحد تطبيقات الدين الإسلامي والتي اتخذتها (ندوة الحج الكبرى) عنواناً لها هذا العام (الإسلام: تعايش وتسامح) فهذه الاستضافة تكرس لمعاني قيم الاسلام الخالدة وخاصة في الحج؛ فهم يجتمعون من كل أصقاع الدنيا ومختلف الجنسيات والألسن والألوان ومع ذلك تجمعهم كلمة التوحيد وقيم التعارف: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) ..الحجرات الآية 13 .

وإذا نظرنا إلى كلمة (تعايش) نجدها تقوم على: الألفة والمودة بين مجموعة من الناس تربطهم وسائل العيش من مطعم، ومشرب، وأساسيات الحياة بغض النظر عن الانتماءات العرقية والطائفية والحزبية.. ووجود هؤلاء معاً ولأيام معدودات يجمعهم خادم الحرمين الشريفين في مخيم ليكرس معاني التسامح والتعايش.

فإذا أضفنا إلى ذلك البرامج الإنسانية (لمركز الملك سلمان للإغاثة العالمية) نجد أنها ليست برامج توزيع غذاء فقط، ولكنها مشاريع إنسانية تبرز قيم هذا الدين العظيم ونقلها للعالم أجمع فروح التسامح والتعايش حتى مع غير المسلمين؛ ولعل قصة الرسول الكريم مع اليهودي الذي كان يؤذيه فلما مرض عاده الرسول واطمأن عليه فدخل في الإسلام؛ هي المبادئ والقيم التي يقوم عليها برنامج الملك سلمان للإغاثة العالمية ومن تلك المشاريع على سبيل المثال:

-إرسال 50 طناً من التمور (لجمهورية القمر المتحدة) للدعم الغذائي.

-تقديم 198 سلة غذائية للمتضررين من حريق بطرابلس بلبنان، طبعاً هذا التبرع شمل المسلمين والمسيحيين في لبنان.

كما بلغت المساعدات التي قدمت للأشقاء اليمنيين من المركز (9,868,179,422 دولاراً) وشملت مساعدات طبية، وتعليمية، وإعفاءات، ومأوى.

-هذا فضلاً عن مساعدات المملكة لدول كثيرة من الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل.

-ومساعدات: للتعليم، وحفر الآبار، والنقل، وتوليد الطاقة وإمدادها، والزراعة والأعمال الخيرية والاجتماعية.. حتى أصبحت السعودية على قائمة اكبر عشر دول في العالم لدعم ومساندة المجتمعات والدول المحتاجة بصرف النظر عن الدين.

بل إن إحصائيات وزارة الصحة جاءت لتثلج الصدر؛ ففي موسم حج عام 1440 هـ هناك نصف مليون حاج تلقوا خدمات صحية، والآلاف من عمليات القلب المفتوح، والقسطرة، وغسيل الكلي... وكل ذلك مجاناً بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -يحفظه الله- وهذا لا يوجد في أي دولة في العالم، وقد قابلنا بعض من فقراء الحجاج وهم يرفعون أكف الضراعة للدعاء له، لأنهم في بلادهم لم يتمكنوا من إجراء تلك العمليات مجاناً..

هذه هي الإنسانية في أسمى معانيها.. ويستحق خادم الحرمين الشريفين أن يلقب أيضاً بـ(ملك الإنسانية) فهو لقب استحقاق وعرفان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store