لا زلت أذكر ذلك اللقاء الشهير بين مذيع قناة الجزيرة أحمد منصور في برنامج (شاهد على العصر) مع نائب رئيس الجمهورية المصري الأسبق السيد حسين الشافعي، حول تخلص ثورة يوليو 1952، من الإخوان «المسلمين». فقد دار بينهما الحوار التالي:
- أحمد منصور: فيه 6 خدوا إعدام في 54.
- حسين الشافعي: اللي خدوا إعدام دول محدودين طب ما تبص لثورة فرنسا أو ثورة روسيا، أو لأي ثورة، ده كان الحد الأدنى لتأمين الثورة.
- أحمد منصور: الثورات بتقوم لحماية الناس وليس لإعدامهم.
- حسين الشافعي: لما تقوم بثورة ابقى اعمل كده، وإن شاء الله هيكلوك على طول!
- أحمد منصور: يضحـك!
- حسين الشافعي: آه بتضحك؟!
- أحمد منصور: ما هو أنا مش هأعرف أقوم بثورة، ده أنا غلبان.
- حسين الشافعي: طب لما أنت غلبان، ما تخليك على قدك.
****
لا أدري لماذا أخذني موقف أحمد منصور مع نائب الرئيس المصري الأسبق إلى محاضرة جميلة للدكتور (أنمار مطاوع) بعنوان: «تعلم متى ترحل»ـ يقول فيها:
* كتير مننا يكتشف أنه كان غلط، لكنه يكابر، ما يرضى يغير فكرته، ولا يرضى يغير رأيه..
* تعلم متى ترحل..
* لا تتشبث بمواقف خاطئة. افعل الخير، قدم النصيحة، ساعد الناس.. في كثير لما يساعدوا يقول لك: تصدق ما قالي شكراً!
* ساعد الآخرين ولا تنتظر نظرة الرضا في عيونهم..
* ساعد وارحل، انصح وارحل..
* في لحظات الإخفاق يجب أن ترحل..
* عندما تعرف أن دورك قد انتهي لازم ترحل.
****
مقطع اللقاء مع الشافعي جعلته قناة الجزيرة لفترة من الوقت عنواناً لموضوعيتها، الذي أنهاه تماماً موقفها من دول التحالف في حرب اليمن، وقضى عليه بالضربة القاضية. فقد كشفت هذه الأحداث زيف شعار «الرأي والرأي الآخر» الذي ظلت القناة ترفعه لفترة طويلة فسقط ولم يبقَ منه إلا الأكاذيب التي أصبحت ترددها بشكل ممل يومياً والتي لا يصدقها حتى مذيعو القناة أنفسهم!!
* وأسأل: أما آن الأوان لهذه القناة أن تصمت.. أو ترحل؟!
#
نافذة:
﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾.. [الحديد: 16]
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
