Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

تحاصرهم الأمراض فأين يذهبون؟!

ضمير متكلم

A A
* منذ «30 سنة تقريباً» تحاصرهم مُسبِّبات السَّـرَطان والأمراض التنفسية وغيرها، وتنتشر في التّربَة من تحتهم وكذا في أجوائهم المواد السَّامة والروائح الكريهة، أولئك هم سكان «حمراء الأسد» والأحياء القريبة منها، وهي التي تقع غرب المدينة المنورة!

* أما سبب المعاناة الطويلة لأولئك المساكين فـ»مَـرْدَم المواد الصناعية» المجاور لهم؛ والذي بحسب تقرير لـ»الباحث عبدالبديع زللي من جامعة طيبة، نشرت تفاصيله «صحيفة الاقتصادية مايو 2009م»: يفرز مواد مسرطنة كالزرنيخ الذي يؤثر في الجهاز العصبي، ومادة الصوديوم وهي من أسباب تلوث الدم، ومادة الرصاص الذي يؤثر في صحة وعقول الأطفال، إلى غير ذلك من المواد الضارة التي يتجاوز انتشارها النِّسَــب والمعدلات العالمية المسموح بها، كما أشار لخطورة المَرْدَم أيضاً «الباحثان الدكتور أحمد عبد القادر، وفيصل أبو ظهير من جامعة الملك عبدالعزيز»، وهناك كذلك تقرير لـ»الدكتور علي بن عدنان عشقي نشرته صحيفة المدينة في مايو 2012م»!

* والمواد السامة تلك» تتجاوز (حمراء الأسد) بسبب الرياح وتسربات المياه الجوفية لتصل لأماكن أبعد، لاسيما والمنطقة لا يفصلها عن قلب المدينة النبوية إلا «12 كم»، أما ما يزيد من الأزمة ويفتح أبواب الأسئلة»أن (مستشفى الملك فيصل التخصصي) الذي أَمَر به (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله) في زيارته للمدينة محرم الماضي يقع في ذات المحيط!.

* شكْوى المواطنين المتضررين من ذاك «المَرْدَم» المتكررة والتي رصَدتها مختلف وسائل الإعلام لم تلتفت لها المؤسسات الخَدمِـيّــة المعنية؛ في الوقت الذي هم غير قادرين على مغادرة تلك الأحياء؛ فأصواتهم دائماً ترفع: تلك منازلنا، لا نستطيع استبدالها، ولا نملك غيرها، فماذا نفْعَل؟ وأين نذهب؟!.

* وهنا ما أرجوه سُـرعة إغلاق هذا الملف، وإنقاذ أولئك المواطنين من أزمتهم؛ وأعتقد مع نتائج كل الأبحاث التي أكدت على ثبوت المواد السامة التي يبثها ذلك المَرْدَم؛ فالمعالجة تكون إما بإغلاقه ورفع جميع مخلفاته، أو بإخلاء المنطقة وتعويض أهلها عن بيوتهم، وقبل ذلك عن الأضرار الجسدية والنفسية التي أصابتهم!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store