Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

أحداث العالم العربي.. سلة الإعلام الدولي!

A A
منذ أن حطَّت الحرب العالمية الثانية أوزارها عام 1945، والعالم العربي يضطرب ويموج بالأحداث والخلافات التي قادت إلى التمزُّق الذي نشاهده اليوم، وصلت للصراعات بدعم من الدول الراعية للإرهاب في المنطقة (إيران وقطر)، بصفتهما الدولتان اللتان ترعيان الإرهاب، وتسعيان إلى بقاء منطقة الشرق الأوسط مضطربة ومشتعلة خدمةً لأعداء الأمتين العربية والإسلامية، أنظروا ما يدور حواليكم، وافرشوا خارطة العالم، وحدِّدوا أين توجد الصراعات؟!.. بالتأكيد توجد حيث يوجد الإيرانيون والقطريون، في لبنان، وسوريا، واليمن، وليبيا، والعراق، والصومال، حيث تمدّان الحركات والميليشيات في تلك الدول بمختلف أسمائها؛ بالمال والرجال والسلاح، إلا أن اللاعب الرئيسي فيها هو المرشد الإيراني، أولئك جميعهم يغذّون الصراعات في تلك الدول، ويتدخلون في شؤونها الداخلية بدون وجه حق، أو سبب منطقي يدعوهم للتدخُّل.

ومن المنطقي أن نتساءل: ما هي مصلحة (قطر) فيما يدور من أحداث في ليبيا والصومال واليمن؟ وما هي مصلحتها في دعم بعض الحركات في سوريا، وتغلغلها في الداخل السوري للدرجة التي تجعلها تتوسَّط في إطلاق سراح أفراد يتبعون ميليشيات متعددة؟ بالتأكيد ليس لديها سبب مباشر في هذا السلوك سوى أنها تريد أن تظهر للعالم بأنها عضو فاعل ومُؤثِّر في المنطقة ، وأنها جديرة بالتشاور لحل هذه المعضلة، وهو ما لم يتحقَّق لها، وارتضت لنفسها أن تكون تابعًا لإيران، تُنفِّذ سياسة المرشد، وتدعم مشروعه الرامي لتصدير الثورة ما أمكنها بالمال والسلاح، متخلية عن أشقائها العرب، كما ارتضت لنفسها أيضًا أن تكون ملاذاً لزعماء الحركات الإرهابية المتطرفة، والمطلوبون من قِبَل محكمة العدل الدولية والإنتربول.

قلتُ في عنوان هذا المقال: بأن الأحداث التي تمر بها المنطقة كانت كافية لسد حاجة الأجهزة الإعلامية بمختلف وسائلها، فالإعلام يقتات على ما يجري في منطقتنا من أحداثٍ ساخنة، والبركة في وجود (خامنئي) وأذرعته، الذين يتشرَّفون بأن يُطلق عليهم المرشد شرف كلمة (مرشد)، إذ أنه سبق أن خلع على نصر الله هذا اللقب وأسماه (مرشد لبنان) لنجاحه في تطبيق ما يُملى عليه، ولنجاحه في مسكه لزمام الأمور في لبنان التي حوَّلها إلى محافظة إيرانية غير معلنة، إذ أنه في غياب الدولة أصبح (نصرالله) هو صاحب القرار، هو مَن يُهدِّد، وهو مَن يُحدِّد ساعة الصفر إيذانًا بقيام الحرب، كما فعل أخيرًا الأسبوع الماضي حينما أطلق صواريخه على آلية إسرائيلية عسكرية، ولعل الجميع رأى كيف يوجّه أفراد ميليشياته إلى حيث توجد النزاعات في سوريا والعراق واليمن انطلاقًا من الأراضي اللبنانية.

(تميم قطر) في انتظار ما سيخلعه عليه المرشد الإيراني، لدوره في خيانته لأشقائه في دول مجلس التعاون، ولما يُقدِّمه من دعم للحوثي، وعلى رأس ذلك الدعم الإحداثيات التي يُرسلها للحوثي لاصطياد أفراد الجيش اليمني الشرعي وقوات التحالف. كُنَّا نتمنى أن يطل علينا العام الهجري الجديد، وقد توقَّفت الحروب، وصفت النفوس، وعم السلام عالمنا العربي، ولكن وجود من أشرنا إليهم هو ما حال دون ذلك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store