Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

عرفتك نذلا!!

A A
صحوت على صوت الجوال برسالة على فجيعة نقلتها لي إحدى بنات دور الأيتام بجملة مكتوبة (أبي كان نذلاً)، قفزت من سريري، أحسست بأن رأسي تدور، وأن حمى أصابت جسدي، هواء الغرفة يخنقني.. حزن يتبعني وأنا أذرع الغرفة ذهابًا وإيابًا، دقائق بعدها أتى صوتها تنتحب (علمت يا دكتورة أن أبي نذلاً) تحكي قصتها بقلب مكسور، كأن شيئًا من حزن قديم تجدد في وجداني بقصة «سمية» اليتيمة التي أكلت عينها القطط وهي رضيعة بكرتون بقرب المسجد، أفتش عن بقعة في السماء أرفع يدي لها وهي تروي فقدان هوية والديها.. أسال نفسي لماذا أيها الأب لم تعالج نزوتك عندما اقترفت ذنبًا عظيمًا؟ كيف أقنع ابنتك ببراءتك عندما تخليت عن نطفتك؟ هذه اللامبالاة إزاء خطيئة وجودية عظيمة لم تترك غير الألم والحزن، ثم لا تزيدنا إلا تفكّكًا وعقدًا وضياعًا، أصدقك كرهتك دون أن ألتقيك، وكم تمنيت لو قابلتك، حينها لن أكتفي بلقائك، بل سأستلّ منك إجابة لسؤال موجع: لماذا بعت حبًا ملوثًا لامرأة وثقت فيك؟

لكن السؤال الأعظم هل يستوي الذين يبكون والذين ينزفون من خداع تلك النزوة؟

هل سألت نفسك أيها الأب المخادع عن الخسارة الفادحة المستقبلية لابنتك أو ابنك؟

رفعت يدي للسماء فوجدتها تتضامن مع حزني على نواح تلك الفتاة.. لم أكن قادرة على الحركة متسمرة في مكاني.. لكم حاولت أن أهرب من ذكريات زيارة دور الأيتام مجهولي الأبوين.

قلتها وأنا أحدق في السماء بصوت مكتوم، أعاود النظر من النافذة للسماء وأتمتم أين أنت أيها النذل؟

هل تبيع الهوى لامرأة أخرى أم تبكي تحسرًا على صاحبة الرسالة؟.. أشتعل وأنطفئ كشمعة.. أجثو على ركبتيّ أدعو لتلك الفتاة بالصبر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store