Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

قطار السعودة بين الإفراط والتفريط!

ضمير متكلم

A A
* سنوات طويلة وقِطَار سعْوَدَة وظائف القطاع الخاص في سوقنا المحلي يحاول تجاوز محطات الفشل؛ ومن أجل نجاحه سَارعت الحكومة -مشكورة- باتخاذ العديد من الخطوات والإجراءات؛ ولكن من وجهة نظري وحتى الساعة لم يصل ذلك القطار لمحطة الطموحات، التي فيها ينجو شباب الوطن من مستنقع البطالة!

* ولعل من أبرز العقبات التي اعترضَت طريق ذلك القِطار: ضِعف الرواتب المقدمة، وتعامل شركات القطاع الخاص مع رحَلاته وكأنها عقوبة، لابد أن يتجاوزها أو يتحايلوا عليها من خلال صناعة بيئة عمل طاردة للسعوديين، وهناك «التوظيف الوهمي» الذي للأسف الشديد ارتضته طائفة من شَبَابنا؛ حيث باعُوا أسماءهم مقابل مبالغ زهيدة كلّ شهر!

* واليوم تسعى الجهات المعنية بذلك الملف وعلى رأسها وزارة العمل لمعالجة ذلك الوضع، والقفز على تلك التحديات في القطاعات التي أَقَرَّتْ سَعْوَدَتها، حيث يمارس رجالها جولاتهم الميدانية صباحَ مساءَ للتّحقُّـق من مصداقية توظيف السعوديين، وفَرض الغرامات المالية على المتلاعبين!

* وهنا وإِن كُنّا نُثَمِّن تلك الجهود وذلك الحرص على التطبيق الفعلي والجاد للسَّعْوَدة، ومع إيماننا أن هناك مؤسسات ومحِلات مازالت تمارس المرواغة وكثرة الاعتذارات إلا أنَّ شِدة التطبيق من بعض مندوبي «وزارة العمل»، وسُرعة إيقاعهم للعقوبة التي تصل لـ(20000 ريال) ومِن أول زيارة في حال عدم وجود (الموظف السّعودي)، يبدو قاسياً على الطرفين الموظف والمنشأة التجارية!

* ولذا وحتى يواصل قِطَار السّعوَدة طريقه، ولكي ينجح في حَمْل شبابنا بعيداً عن البطالة لابد من أنظمة مرنة تخلق بيئة عمل صحية، تحافظ على حقوق الطرفين المؤسسات وموظفيها؛ الذين عليهم أن يقوموا بواجباتهم بحسب نصوص التعاقد معهم، وفي الوقت نفسه فلهم الحقّ برواتب وبدلات وحوافز مناسبة تؤمن لهم ولأُسَرهم الحياة الكريمة، أيضاً أن تكون ساعات دوامِهم عادلة وتُقدر ظروفه الأسرية؛ فهم بالتأكيد يختلفون عن إخواننا الوافِدين المتفرغين تماماً للوظيفة.

* أخيراً فيما يَخُصُّ الجولات الميدانية لمندوبي وزارة العمل للتأكد من (السّعودة) أرجو أن تكون إنسانية؛ فلا تَضْرِبُ بالعقوبات إلا عند عدم وجود الموظف السعودي في مكان عمله في حِدِّ أدنى من الزيارات المتوالية لا تقل عن (ثلاث) كُلَّ شهر؛ فما أروع العَدَالَة؛ فلا إفْرَاط ولا تَفْرِيْط وخير الأمور أوسطها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store