Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

كتاتيب!

A A
أثار قرار وزارة التعليم بدمج الصفوف الأولية جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح من أكثر المواضيع تداولاً في المملكة في الأيام الأخيرة الماضية. وهو أمر صحي ومطلوب، طالما التزم فيه أصحاب الرأي بمبدأ الحوار الهادف البناء دون تسفيه أي طرف للأطراف الأخرى، أو استعمال لغة لا تتفق والهدف من النقاش.. وهو توخي مصلحة المجتمع وأبنائه.

****

وأقول إنني من جيل لحق زمن «الكتاتيب» حيث كنت وأنا في الرابعة من العمر أذهب أنا وأختي إلى كُتاب في حي «الكندرة» بجدة كانت تقوم عليه إحدى المُعلمات ويُسمى باسمها، ضمن كثير من الكتاتيب التي كانت موجودة في البلاد ويقوم عليها مُعلمات ومُعلمون ويحضرها الجنسان دون تفرقة أو حساسية. ولم نعرف كلمة «اختلاط»، التي نشأت لاحقاً وأصبحت مُقترنة بالدين وكأنها أحد أركان الإسلام الرئيسة، إلا بعد ذلك بسنوات عديدة.

****

وموضوع دمج الصفوف الأولية في المدارس سبق طرحه ونوقش من قبل تربويين في وزارة التربية والتعليم -كما سبق وأكد سمو الأمير فيصل بن عبدالله عندما كان وزيراً للتربية والتعليم- قبل أكثر من 20 عاماً. فالاختلاط بين الرجال والنساء، كما يرى بعض الفقهاء، هو الأصل والعزل بينهما استثناء. فقد خلق الله الإنسان بنوعيه الذكر والأنثى ليتم التكامل بينهما في وظيفة الحياة وبناء المجتمع، ولا يمكن فصلهما عن بعضهما في الحياة الاجتماعية. حتى أن الشارع قد أمر الناس بالحج وهو أكبر عبادة اجتماعية بصورة مختلطة بين الرجال والنساء، ولو كان الاختلاط معصية لما سمح الشارع بحصوله في أكبر عبادة!.

* يبقي أخيراً أن تطبيق التعليم المختلط بين الذكور والإناث في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية، هو مرحلة تجريبية، إذا ما ثبت نجاعتها، قد تعمم لاحقاً على بقية المدارس الابتدائية.

#نَافِذَة:

جميل أن يشارك المواطن إيجابياً في كل ما يهم الوطن والمجتمع، وأن يكون عيناً ساهرة تعمل على متابعة كل عمل أو ظاهرة سلبية تسيء للوطن أو المواطن سواء في داخل البلاد، أو خارجها. لكن المؤسف أن يستخدم البعض هذه الوسائل الإليكترونية بشكل غير سليم لخدمة أهداف تصب في النهاية ضد بلاده بتشويه مواقفها وسياساتها بشكل لا يعكس الأهداف الحقيقة للدولة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store