Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. ياسين عبدالرحمن الجفري

المدن الكبرى

A A
جدة والرياض ومدن الشرقية تتميز بكبر الحجم واتساع نطاقها العمراني وترامي أطرافها ولكن تبقى الخدمات الحكومية فيها مركَّزة مما يتسبب في الازدحام والضغط على المواطن والمقيم والتنقل بصورة كبيرة داخل المدينة لإنجاز الأعمال المطلوبة. وعالمياً هناك تنظيم المدن الكبرى والتي تتكون من مجموعة مدن محددة جغرافياً ومستقلة في تقديم الخدمات فيها، الأمر الذي يخفف ويسرع من الأداء. حالياً القدرة على الإنجاز وأداء الخدمات منخفضة بسبب زيادة الحجم ومؤثرة لاحتياج الفرد الى وقت للذهاب والطلب والعودة وعادة ما تكون المسافات طويلة. ويعتبر نظام المدن الكبرى من أفضل الأنظمة للتعامل والتيسير على المواطن والمقيم ورفع الفعالية.

حيث تتوفر مدن صغيرة تحت مظلة المدن الكبرى يجد فيها طالب الخدمة مكاتب قريبة منه تقدم له الخدمات المطلوبة بيسر وسهولة ومجمعة في منطقة واحدة. وحتى التنقل داخل المدينة سينخفض بصورة كبيرة نظراً لتوفر ما يحتاج له داخل حدود المدينة الصغيرة التي يعيش فيها. وتجتمع المدن الصغيرة تحت المدينة الكبرى. ويصبح الهيكل الإداري مدينة كبرى ثم المدينة ثم الحي. وحالياً في مدننا التقسيم الإداري المدينة والأحياء، الأمر الذي يجعل التركيز أمراً لا مفر منه والمركزية هي الأساس.

لاشك أن الأسلوب الحالي تنجم عنه أجهزة بيروقراطية كبيرة الحجم وذات فعالية منخفضة وتشهد تكدساً أيضاً في المراجعين وتكدساً حول مواقع الخدمات لأنها تغطي كل المدينة وليس جزءاً منها.

وبالتالي تنجم عنها مؤثرات سلبية تؤثر على الإنتاجية في مختلف المستويات، ومع اتساع الرقعة الجغرافية تزداد الضغوط على الخدمات.

لاشك أن دراسة المنفعة والتكلفة ستسهم في دعم التوجه المستخدم من قبل المدن الكبرى حول العالم مثل لندن ونيويورك ومدننا الرئيسيّة لا تختلف كثيراً ونحتاج الى تحويلها حتى نرتقي بها الى مصاف المدن الكبرى ويتم التيسير بالتالي على المواطن وجعل الحياة أقل تعقيداً له. ولن يستلزم الأمر زيادة الموارد بل توزيع المتوفر لخدمة أفضل، والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store