Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

تحدثوا العربية ولا تخالفوا الأنظمة!

A A
* اللغة العربية تعاني اليوم من تهميشها في موطنها وبين أهلها؛ في ظلِّ سيطرة اللهجات العامية واللغات الأجنبية على ألسنتهم؛ بل منهم مَن أصبح يُكَسِّر عَمْدًا كلمات وحروف عَرَبِيّتِهِ ليفهمها الأجنبي؛ ويحدث هذا في التعاملات اليومية وعلى مَدار الساعة.

* ولمحاولة تقديم خطوة في معالجة ذلك الوضع قام شباب سعودي يقودهم (الأستاذ عبدالإله الأنصاري) بإطلاق مبادرة جميلة وبسيطة تنادي جميع أطياف المجتمع، ولاسيما في المحلات التجارية نرجوكم (تَحَدّثوا العربية)، وكان من عناوين تلك المبادرة التي حظيت بصدى واسع توزيع مُلصَقٍ بذات المضمون؛ فشكرًا لأولئك الشباب على اعتزازهم بهويتهم ولغتهم العربية.

* وهنا جانب التكريس لـ(لغة الضاد) في ميدان المحادثة المجتمعية يحتاج لوقتٍ وجهود تكاملية من مؤسسات حكومية ومدنية؛ ولكن المؤلم ما يحدث علانيةً وجَهَارًا نهارًا من تجاهل وإقصاء لـ(لغة القرآن الكريم) في مسميات المحلات والمشروعات التجارية وبتراخيص تمنحها جهات حكومية، وكذا ما نراه في وسائل الإعلام المختلفة التقليدية والحديثة، وفي الإعلانات وبعض المؤتمرات والندوات مِن رفعٍ لـ(لواء العامية والأجنبية)؛ فكل ذلك يمكن إيقافه ببساطة من خلال التطبيق الصارم للأنظمة الصادرة بهذا الخصوص التي يتم القفز عليها ومخالفتها دون حسيب أو رقيب.

* أخيرًا وفي ذات الإطار نُثَمِّن لـ(معالي أمين العاصمة المقدّسة المهندس محمد بن عبدالله القويحص)؛ مُذكرة التفاهم والتعاون المُوقعة بين «الأمانة ومجمع اللغة العربية»، والتي كان من مخرجاتها إلزام أصحاب المحال التجارية والشركات بوجوب تعريب أسماء محلاتهم وشركاتهم، وكذا كتابتها في اللوحات والإعلانات بلغةٍ عربية سالمة من الأخطاء اللغوية والذوقية؛ ولكن ما أرجوه أن يتحول ذلك التوجيه - الذي سبقه الكثير قبله - إلى واقع ملموس لنرى جميع طرقات وميادين (مكة المكرمة) تزدان بلغة عربية فصيحة؛ ولتكون تجربتها محفزة للمناطق الأخرى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store