Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

الممقوت من مُخرَجات اللسان المفلوت

A A
بَدَأنَا فِي وَسَائِل التَّوَاصُل الاجتمَاعي؛ نَقرَأ ونَسمَع ونُشَاهد الكَثير مِمَّا أُسمِّيه: «مُخرَجات اللِّسَان المَفلوت»، وأَعنِي بِهِ، ذَلِك اللِّسَان الذي يُوزِّع التّهم والانتقَادَات، مِن غَير تَفكيرٍ ولَا تَدبُّر، ويَطرَح السُّؤَال ثُمَّ يَقتَرح الإجَابَة.. وحَتَّى يتَّضح المَقَال، دَعونَا نَشرحه بالمِثَال:

إنَّ أَبرَز خَصَائِص اللِّسَان المَفلُوت، أنَّه يَطرَح السُّؤال، ويَقتَرح الإجَابَة، فمَثلاً، قَبل أَيَّام بَدَأتُ أقرَأ وأَرصُد؛ مَجَالات وفنُون وأَنوَاع التَّسَامُح، فخَرج عَلَيَّ أَحدُهم؛ مِن أَصحَاب اللِّسَان المَفلُوت قَائِلاً: «لِمَاذَا تَقرَأ عَن التَّسَامُح؟، لَا تكون حَقُودًا ونَحنُ لَا نَعلَم»..!

ومِن الأَمثِلَة أَيضاً، أنَّك تُسَافر إلَى المَغرب العَربي؛ مِن أَجل السِّيَاحَة أَو التِّجَارة، فيَخرج عَليكَ أَحَد أَصحَاب الأَلسُن المَفلُوتَة، ويَقول: «لِمَاذَا تُسَافِر إلَى المَغرب؟، شَكلك مَسحُور»..!

وعِندَمَا فَاز التَّعَاون ببطُولة كَأس المَلِك، أَرسَل إلَيَّ مُشجِّع تَعاوني وقَال: «لِمَاذَا لَم تُبَارك لَنَا بالبطُولة؟، ولَّا أنتَ اتّحَادي مُتعصِّب؟»..!

وأخيراً، إذَا تَحدَّثتَ عَن الأَمَل والسّعَادَة، خَرج عَليكَ بَعض المَفلُوتِين وقَالوا: «لِمَاذَا تَتحدَّث عَن الأَمَل والسَّعَادَة كَثيراً؟ شَكلَك مِن اليَائِسين والتُّعسَاء»..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: إنَّ هَذه الفِئَة مِن أَصحَاب الأَلسُن المَفلُوتَة؛ لَا تَنظُر إلَّا مِن خِلَال نَظَّارة التَّشَاؤم والسَّلبيَّة، وتَميل إلَى التَّفكير فِي الأَشيَاء السّيِّئَة، ولَا تُركِّز إلَّا عَلَى مَوَاقِع القُبح، كَمَا أَنَّ أَفرَاد هَذه الفِئَة؛ يَرمون الكَلَام مِن دُون تَفكير أَو تَدبُّر، وأَرجُو مِن الله أَنْ لَا نَكون أَنَا وأَنتُم مِن هَذه الفِئَة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store