Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

هجوم شهر الله المحرّم!!

بضاعة مزجاة

A A
لماذا اختارت إيران موعد أكبر هجومٍ لها بالصواريخ على منشآت شركة أرامكو في شهر الله المحرّم، سواءً انطلقت الصواريخ مباشرةً منها، أو من العراق، أو من اليمن؟.

لا يقولنّ أحد إنّ ذلك مرتبط بتصاعد وتيرة العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران، فهي تُجيد الالتفاف والمراوغة حول العقوبات، وهناك من الدول من يساعدها بُغية إفشال العقوبات نكايةً في أمريكا وفي المملكة، كما أنّ التصعيد في العقوبات بلا ضربة عسكرية ساحقة موازية يُطمئن إيران ويُسخّنها ويُشجّعها أكثر على ممارسة إرهابها وتوسّعها في المنطقة العربية!.

وتوقيت الهجوم مرتبط بعاشوراء، أو يوم العاشر من شهر الله المحرّم الذي اسْتُشْهِدُ فيه الحسين بن علي رضي الله عنهما قبل قرون عديدة، وليست مشكلة بالنسبة لإيران أن يأتي هجومها بعد عاشوراء بأيام قلائل، لأنّ الشيعة الخمينيين المتطرّفين يُقدّسون الأربعين يومًا الأولى بعد استشهاد الحسين مثل تقديسهم ليوم عاشوراء نفسه، حتّى وإن لم يُمارِسُوا فيها طقوس العزاء، والثأر من قتلة الحسين الذي يزعمون كذبًا أنّهم يبحثون عنه هو أفضل عندهم في يوم عاشوراء أو أي يومٍ بعده خلال شهر محرّم، ولا داعي بالطبع للتكرار بأنّ قتلة الحسين قد ماتوا وشبِعُوا موتًا بينما شيعته في عصره من الفُرس وأهل الكوفة هم الذين تسبّبوا بمقتله عبر تحريضه على الخروج من المدينة المنوّرة إلى العراق، ثمّ تخلّيهم عنه حالما تراءى أمامهم جيش يزيد بن معاوية القادم من الشام، فلم يجد أحفادُهم من يرمون عليه بتهمة قتله في العصر الحديث سوى أهل بلاد الحرمين الشريفين الذين يتفرّغون في يوم عاشوراء بالصوم تقليدًا للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم وابتهاجًا بنجاة النبيّ موسى عليه السلام من فرعون، فمن هو على الحقّ؟ ومن هو على الباطل؟ هل هو الذي يُحي سُنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟ أو الذي تسبّب أجدادُه بقتل سبط النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثمّ يرمي بريئًا بعد قرون كثيرة بتهمة قتله ويدعو للثأر منه ويُطلق صواريخه عليه؟.

حتّى إنّ إيران أسمت بعض صواريخها بـ»يا حسين» و»يا علي»، و»يا لثارات الحسين»، الأمر الذي يدلّ على صحّة ما أقول، شهادةً لله وحده ثمّ للتاريخ!.

وأنا لست متشائمًا، لكنّي أعتقد أنّ المشكلات مع إيران ووكلائها وميليشياتها في لبنان وسوريا والعراق واليمن، لن تُحلّ عبر حوار، ولا بحرب، ولا بعقوبات اقتصادية، بل بالتخلّص من العقيدة الشيعية الخمينية التي هي أساس كلّ بلوى، ويرعاها نظام خامنئي وينفق عليها المليارات، وسط تحمّل المملكة العربية السعودية وحدها لمسؤولية التصدّي لهذه العقيدة المتطرّفة، في ظلّ تخلّي بعض الأشقّاء للأسف، وخيانة وطمع بعضهم الآخر، وابتزاز الحلفاء الأصدقاء، ووابل المخطّطات والمؤامرات الدولية التي تضع الحوامل حملها لأجلها ويشيب لها الوِلْدان!.

اللهم زِدْ من قوّة المملكة، فهي بلدك الأمين، وملاذك الحصين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store