Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

لا جودة للحياة مع السهر

A A
* مَن أُتِيْحَت له فُرصة زيارة الدول الأوربية سيلحظ أن الحياة في الشوارع والميادين تتوقف تماماً عند الساعة التاسعة مساءً؛ بل في بعضها قبل ذلك، فيما أغلب المحلات التجارية تُغلق حينها؛ وربما حصلت بعض التجاوزات ليليتي السبت والأحَد يومَي الإجازة الأسبوعية؛ والأمر ذاته نجده في دول شَرق آسيا؛ فـ(كوالالمبور) العاصمة الماليزية مثلاً تَنَامُ باكراً ما عدا منطقة (Bukit Bintang)، المعروفة بشارع العَرب.

* تلك الدول وشعوبها إنما تنام مبكراً؛ استعداداً لِغَدٍ حَافِل بالعمل والعطاء؛ وإيماناً بأن السّهر له أضراره الصحية على الإنسان، التي منها: خطر الإصابة بالنوبات القلبية، وعدم انتظام ضغط الدم، الذي قَد تكون نتيجته ارتفاعُه، ولأن السهر يُؤثِّر في القدرة على التركيز والانتباه واتخاذ القرارات وأيضاً حفظ المعلومات، كما أنه يؤدي إلى الشعور بالجوع والعطش؛ وبالتالي زيادة الوزن؛ إضافة إلى أن عدم النوم ليلاً يَمَسُّ الصحة النفسية؛ لِيزيد نوبات التوتر والقلق ومخاطر الإصابة بالاكتئاب والارتباك وسوء المزاج، يضاف إلى أنّ مُدْمِنَهُ عُرضَة للإصابة بالصُداع المستمر، والتجاعيد والشيخوخة المبكرة، ولأن كل تلك الأضرار والمخاطر التي تحيط بالسهرانين تُصيب مجتمعاتهم بِالهُزال، حيثُ تضعف إنتاجيتها، وتكثر فيها الأزمات السلوكية والأخلاقية والأمنية؛ باعتبار الليل مرتع للمجرمين.

* ولو رجعنا لـ(مجتمعنا السعودي) لوجدنا شريحة كبيرة منها تعاني من داء السهر ومضاعفاته السيئة التي لا يقتصر حضورها في الإجازات، بل حتى في أوقات العَمَل، فكثير من الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات والموظفين والموظفات يذهبون إلى مدارسهم أو مقَارّ عملهم دون أن يناموا ليلاً.

* وهنا وبما أنّ النوم في الليل هو الفطرة السليمة، ولأن وطننا يَحُثُّ الخُطَى نحو التنمية المستدامة؛ وهو بحاجة لِصِحةٍ وجهود وأوقات كُلِّ أبنائه؛ ولأن من أبرز برامج ومحطات رؤيته لـ2030م: (البحثُ عن جَودة الحياة) التي لن تأتي أبداً بِصُحبة «السّهَر»؛ هذه دعوة لمحاربته من خلال برامج التوعية والتثقيف التي تستخدم أدوات العصر ولغته، وكذا عبر أنظمة وإجراءات تَحُدُّ منه؛ فإدْمَانه خَطرٌ يفْتِك بالإنسان والمجتمع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store