Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حليمة مظفر

قرقعة «الأواني الفارغة» في ذكرى خاشقجي!

A A
«هل أمرت بقتل جمال خاشقجي؟»، سؤال افتتحت به مذيعة برنامج (60 دقيقة) الأمريكي الشهير اللقاء الذي ترقَّبه العالم مع ولي العهد الأمين والمُلهم الأمير محمد بن سلمان حفظه الله؛ وجاءت الإجابة قطعية: «بلا شك.. لا»، معلناً تحمُّله المسؤولية (الأدبية) بأخلاق عالية وشجاعة غير مستغربة كقائد ثانٍ في الدولة السعودية.

ولكن السؤال حين تتم قراءته إعلامياً يضعنا مباشرة أمام المحاولات الدنيئة في ربط اسم الأمير قائد الرؤية 2030 بهذه الجريمة البشعة التي ارتكبها أفراد مارقون تجاوزوا صلاحياتهم ممن يعملون في الحكومة ضمن ملايين الموظفين والمسؤولين، إنها تُعيدنا إلى جريمة سجن»أبو غريب» التي ارتكبها أفراد من الجيش الأمريكي بحق سجناء عذبوهم بشكل وحشي جنسياً وبلا إنسانية!، فهل أخذوا أوامرهم من الرئيس الأمريكي آنذاك أو وزير خارجيته أو وزير الدفاع؟!، وقد انتهت بمقاضاة مرتكبي الجريمة مع تصديق الرئيس الأمريكي وإدارته أنهم لم يكونوا على علم بما فعلوه. ولماذا نذهب بعيداً؟!، هذا «أردوغان» الرئيس التركي لا نرى اسمه إعلامياً مع جريمة بشعة تمت في سجونه السياسية بحق الفلسطيني»زكي مبارك» والذي تم إرسال جثته لأسرته خاوية من أحشائه مقطوع اللسان!! بل وتناسوه وكأنه لم يكن!.

إن ما نراه من تعامل إعلامي مع قضية «خاشقجي» فاحت رائحة تسييسها والارتزاق النتن منها؛ وبمجرد طرح سؤال يُدرك العاقل إجابته، وهو: ما مصلحة دولة بحجم السعودية من مقتل الصحافي خاشقجي؟!، لقد كان له خطه السياسي المُختلف معه، لكنه لم يكن محسوباً على المعارضين ممن نراهم في الخارج ينبحون ببذاءة ليل نهار ضد القيادة منذ سنوات طويلة، ولم يتعرض لهم أحد؛ و»السعودية» اليوم تتعامل مع هذه القضية بشفافية عالية حيث عُقدت ثماني جلسات لمحاكمة المتهمين، سُمح فيها بحضور ممثلين دوليين من مجلس الأمن وممثل من تركيا وحقوقيين، والنيابة العامة تتولى التحقيق بكل استقلالية؛ ولضمان هذه الاستقلالية تم إعفاء عدد من المسؤولين ممن يشملهم التحقيق، وتمت إعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة؛ وهناك ثقة كاملة بالقضاء السعودي، وهو ما أكده صلاح خاشقجي ابن الصحافي جمال خاشقجي -رحمه الله- قاطعاً الطريق أمام من يستغلون مقتل والده بخسَّة للنيل من السعودية وقيادتها.

أما من لديهم مصلحة من هذه الجريمة البشعة فهم من يتاجرون بها؛ وما عليكم إلا رؤية المسرحية الهزلية التي تمت أمام القنصلية السعودية في تركيا منذ أيام لإحياء ذكرى خاشقجي كما يزعمون!؟ وتراهم بكل دناءة وخسة يسيئون له بفرض دور البطولة لخطيبة مزعومة تجهلها أسرته الحقيقية ولا تجمعها معه سوى صورة مفبركة، لكن كما يقال: إذا عُرف السبب بطل العجب!.

وبالمختصر، هذا الضجيج المُسيَّس في الإعلام الغربي بات كقرقعة «الأواني الفارغة» في أيدي خصوم السعودية، يستخدمون فيه موت «خاشقجي» لا حباً فيه بل كرهاً في السعودية وحقداً على قائد رؤيتها، الذي أحدث في أربع سنوات ثورة من التطوير الجذري تحت إشراف خادم الحرمين الشريفين -حفظهما الله- ثقافي واجتماعي وقانوني وترفيهي، إنهم يسببون الضجيج بهدف التعمية والتعطيل لما نعيشه نحن السعوديين ونلمسه في حياتنا من تقدم وازدهار وتطور؛ وسيبقى ضجيجهم مجرد «قرقعة» أوانٍ فارغة، ولن يحققوا مآربهم؛ لأننا كمواطنين سعوديين على درجة عالية من الوعي بأن وطننا مُستهدف من حثالة الإخونجية والطامعين والحاسدين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store