Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

لماذا نجازف؟ وجمعية المدني الخيرية!

A A
* لا أملك إحصاءات دقيقة لكن الواقع يؤكد أن الكثير من الحوادث التي تقع في ساحتنا وتفاجئ مجتمعنا كـ»الغرق والحريق، والاختناقات، وغيرها»، التي نتيجتها -للأسف الشديد- وَفِيَّات وإصابات مزمنة، وتَلَفِيّات في الممتلكات الخاصة والعامة؛ إنما يحدث معظمها بسبب عدم التقيد بمعايير السلامة ومتطلباتها، وتلك المجازفة التي يمارسها البعض دون إدراك للعواقب؛ ربما عَنترية أو بحثاً عن التصفيق والشهرة الواهمة في مواقع التواصل؛ ولعل أقرب الشواهد ما نراه في محاولة البعض السباحة في المستنقعات أو اجتياز الأودية حال الأمطار والسيول!.

* ولأنَّ تلك الممارسات تجاوزت الفَرْدَيّة لِتصبح ظاهرة مقلقة تحتاج للدراسة، ومِن ثم وَضْع برامج للمعالجة؛ فقد أطلق «الدفاع المدني بالمدينة المنورة» مبادرته الرائعة (لِيش نُجَازِف)، والتي رأيتها تتميز بالنهج العلمي المحكم، وبالفعاليات التطبيقية التي تخاطب شرائح المجتمع كافة، وعبر مختلف المنابر والوسائل التقليدية والحديثة؛ التي تستخدم فيها أحدث أدوات العرض المؤثرة والجاذبة.

* وهناك الأجنحة التوعوية والتثقيفية التي تتجاوز الـ»40»، وكذا المعارض التوجيهية؛ وكلها ستحضر في المدارس والجامعات وأماكن التجمعات البشرية كالأسواق الكبرى وطائفة من المنشآت الحكومية، يضاف لذلك ندوات وورش عمل، ودورات تدريبية على التطوع، وكذا إقامة المسابقات الثقافية والرياضية على هامش المبادرة.

* فالشكر كله لجميع منسوبي الدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة، وبخاصة لقائده (اللواء عبد الرحمن بن عبد الحميد الحربي، ولِعَرّاب المبادرة العقيد الدكتور خالد العتيبي)، وما أرجوه دعم تلك المبادرة من كافة القطاعات؛ وقبل ذلك تفاعل المجتمع المديني معها والاستماع والإنصات لنصائحها التي هدفها الأسمى المحافظة على الأرواح البريئة، وتعزيز ثقافة العقلانية، والبعد عن التهور والمجازفة.

* أخيراً بعض المهام التي يمارسها (الدفاع المدني) تكتسي طابع وجوب سرعة المعالجة في دقائق كـ «عمليات الإنقاذ من الغَرق والحريق والاختناقات وغيرها»؛ فمهما اجتهدت فرقة الإنقاذ في سرعة وصولها للحادثة؛ فالزّمن يُسَابقها، وأحياناً يغلبها؛ ولذا هذه دعوة لتفعيل وتوسيع برامج التطوع في الدفاع المدني على مستوى المملكة، أما أمنيتي فإنشاء (جمعية المدينة الخيرية لأصدقاء الدفاع المدني)، من مهامها إلى جانب التوعية احتضان نخبة من المتطوعين المؤهلين من ذوي الخبرات، أو المُدَرَّبِيْن على الحالات الطارئة؛ فمَن يُعلِّق الجرس ويرفع الراية؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store