Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد أحمد مقبول

كيف؟!

A A
كلمة كيف في اللغة أداة استفهام، يُرَاد منها معرفة الطريقة أو الأسلوب الذي تم من خلاله الحدث موضوع الاستفهام، وكثيراً ما يقرن الاستفهام بالتعجُّب!.

هذه الأداة من أكثر الكلمات شيوعاً في استخدامنا اللغوي وتواصلنا.. في بيئة العمل، في المنزل، مع الأصدقاء، في السوق، في الطريق.. إلخ.

نتعجب من شيء فنسأل مثلاً: «كيف صار هذا؟».. «كيف تقدر تزعل مني؟!».. يقولها شخص لعزيزٍ في لحظة عتاب محبة. ويتساءل المراقبون والمهتمون حسب اختصاصهم واهتماماتهم في جوانب عدة مثل:

كيف تم إنجاز واستلام هذا المشروع أو ذاك بهذا الشكل؟!.

كيف يتم تشغيل العنصر النسائي في محلات مواد البناء والبلاط؟!.

كيف يكون لدينا هذا الازدحام المروري الفظيع، وهناك مدن في العالم يتجاوز سكانها (25) مليون نسمة، ولا نجد فيها مثل هذا الزحام؟!.

كيف مازالت البنوك وهي أكثر القطاعات الربحية بعيدة عن أي مساهمات اجتماعية ملموسة؟!

كيف لا يعتز كل واحد منّا بمستوى الخدمات الحكومية الإلكترونية التي تنجز في ثوانٍ أو دقائق، وتفوقنا بهذه الخدمات على كثير من دول العالم؟!.

كيف يمكن حماية المستهلك من تلاعب الوكالات التجارية، خاصةً فيما يتعلق بالضمان والصيانة وقطع الغيار؟!.

«كيف»، تقولها أيضاً للسؤال عن حال شخص ما، «كيف حالك؟».. وللسؤال عن طريقة الوصول إلى مكان «كيف أوصل للمكان الفلاني؟».. وللاستفهام حول شيء لم تفهمه «كيف يعني؟»، أيضاً «كيف» تقولها للتعبير أو للإشارة إلى الحالة المزاجية أو الانبساط، «فنجان قهوة يكيّف الدماغ»، أو للإشارة إلى تلطيف الأجواء، ومنه أشتق اسم «مكيّف الهواء».. وأحياناً تشعر «كيف» بعجزها عن بعض المواقف، فتستدعي أخواتها من أدوات الاستفهام، مثل «لماذا»، التي تعتبر الشقيقة الكبرى والأقرب لها، و»متى» و»من»، وربما استدعت شقيقتها الصغرى «أين»، يحضرن جميعاً أو بعضهن بحسب الحاجة، وحجم ما يُثار من أسئلة وموضوعات، حتى أنهن يأتين متأبِّطات ببعضهن في التخطيط والبحث، ليُشكِّلن منظومة من وسائل وأدوات تقصي الحقائق، وجلي الأمور، وتسليط الضوء على جوانب الموضوع محل الطرح.

ويظل السؤال دائماً بكل أدواته ووسائله وأشكاله مفتاح المعرفة والعلم.

* تغريدة:

كيفني معاكم اليوم في المقال؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store