Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

اقتراح الحكماء.. بتأسيس جمعية أصدقاء الماء

A A
المَاء ثَروَةٌ وَطنيّة مُهمّة، لَابدَّ أَنْ نُحَافِظ عَليهَا مِن الهَدر، كَي لَا تَشح، وذَلك باتِّبَاع أَسالِيب تَرشيديَّة، فِي ظِل قلّة مَصَادر الميَاه، التي يُعَاني مِنهَا العَالَم بأَسرهِ..!

فالمَاء لَا يَستَطيع أَنْ يَستَغني عَنه الإنسَان، أَو الحيوَان أَو حتَّى النَّبات.. فلَا شَرَاب إلَّا بالمَاء، ولَا طَعَام إلَّا بالمَاء، ولَا نَظَافَة إلَّا بالمَاء، ولَا استخدَام دَوَاء إلَّا بالمَاء، ولَا زِرَاعَة إلَّا بالمَاء، فلَم تَنقص قِيمة المَاء؛ سَواء بتَقدُّم البَشريَّة؛ أَو بتَأخُّرها، فهو عمَاد اقتصَاد ورَخَاء الدّول، فبتوَافره تَتقدَّم وتَزدَهر البَشريَّة، وبنضُوبهِ وشُح مَوَارده؛ تَحلُّ الكَوَارِث والنَّكبَات..!

ولهَذا، يَجب عَلينَا أَنْ نَتَكَاتَف، ونَقف وَقفَةً وَاحِدَة ضِد هَدر الميَاه، وأُقدِّم بَين أَيديكم الكَريمَة اقترَاحٌ جيِّد؛ وهو إنشَاء جَمعيّة؛ تُعنَى بالمُحَافظَة عَلَى المَاء، بشَكلٍ يَليق بثُقلهِ وأَهميِّتهِ، عَلَى أَنْ تَكون هَذه الجَمعيّة تَحت مُسمَّى: «جَمعية أَصدقَاء المَاء»، ولَا أُمانع أَنْ أَكُون أَميناً عَامًّا للجَمعيَّة، عَلَى أَنْ تَقتَرحوا عَليَّ أَعضَاء لهَذه الجَمعيَّة، مِمَّن لَديهم نَزعَة مَائيَّة، ويُحبّون المَاء، ويُشكِّل لَهم أَهميّة قُصوَى، وتَخوُّفاً مِن شُحّ الميَاه مُستَقبلاً..!

فلَو وُجِدَتْ هَذه الجَمعيّة، فإنَّها ستُعزِّز شعُور الأَبنَاء؛ وغَيرهم بالمَسؤوليّة تجَاه الميَاه، بحَيثُ أنَّها تُنَاقِش بشَكلٍ دَوري أَهميّة المَاء، وبيَان خطُورة الإسرَاف فِي استخدَامهِ..!

وكَذَلِك السَّعي لنَشر مَقَاطع أَو بَرَامج تَوعويَّة؛ فِي مُختَلف وسَائِل الإعلَام، حَول آليّة التَّرشيد مِن قِبَل الأُمهَات، والمُرَاقَبَة الدَّائِمَة للعَامِلات، إضَافةً إلَى غَرسِ قِيمة الاقتصَاد فِِي استخدَام المَاء..!

إنَّ حكُومتنَا الغَالية؛ بَذَلَت الغَالِي والنَّفيس مِن أَجل تَوفير هَذه الميَاه، بَعد الله سُبحَانه وتَعَالَى، فجميعنَا مَسؤُولُون عَن تَرشيد استهلَاك الميَاه، لأنَّ بِلَادنَا لَا تَتوفَّر بِهَا أَنهَار، والمَاء يُكلِّف مَبَالِغ بَاهِظَة.. فلنَضع يَدي بأَيديكم؛ لنُحافظ عَلَى قَطرةِ المَاء..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: هُنَاك جَمعيَّات لأَشياءٍ أَقَل أَهميَّة مِن المَاء، ومَع ذَلك أُنشِأت وتَعمل بشَكلٍ جيِّد، كجَمعيّة صِيد السَّمَك، وجَمعيَّة أَصدقَاء الرِّضَاعَة الطَّبيعيَّة... إلخ، فلِمَاذَا لَا تَتَضَافَر الجهُود، وتُؤَسَّس جَمعية لأَصدِقَاء المَاء، حَتَّى نُوقِف الهَدر، ونَحمي مَصَادره مِن العَبَث، لأنَّ الإسرَاف يُفضِي إلَى الفَاقَة والفَقر، والمُسرِف همّه الأوَّل والأَخير؛ الوصُول إلَى مُتعته ولذَّته، ولَا يُبَالي بمَصيرهِ، أَو مَصير الآخَرين..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store